وأضاف في تصريحات صحفية أن 8 آبار مياه من أصل 19 في دير البلح "توقفت بالكامل" إثر دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى المناطق الشرقية والجنوبية للقطاع في أثناء حرب الإبادة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال عياش إن البلدية توفر المياه في دير البلح لنحو 100 ألف مواطن، وسنشغّل مولداتها لتوصيل المياه إلى المواطنين، وتابع: "قطع الاحتلال الكهرباء عن محطة التحلية في غزة يقلل بنسبة 70% المياه العذبة التي تصل إلى المنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة".
"إمعان في الإبادة"
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الاثنين، بقطع إسرائيل الكهرباء ومنع المساعدات عن قطاع غزة، ووصفت الإجراء بأنه "إمعان في جرائم الإبادة والتهجير والضم".
وقالت الخارجية في بيان: "ندين بأشد العبارات إقدام وزارة الطاقة الإسرائيلية على قطع الكهرباء عن قطاع غزة ونعتبره تعميقاً لحرب الإبادة والتهجير والكارثة الإنسانية في قطاع غزة على جميع مستويات حياة المواطن".
وطالبت الخارجية بـ"تدخل دولي عاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإسعافه وإغاثته وإجبار الحكومة الإسرائيلية على الوفاء بالتزاماتها كقوة احتلال تجاه الشعب الفلسطيني.
ويعاني عموم سكان قطاع غزة من أزمات إنسانية عديدة، بينها النقص الحاد في المياه جراء قطع إسرائيل إمدادات الماء والوقود، واستهداف مرافق المياه والآبار في العديد من المحافظات.
وقبل اندلاع الإبادة، كانت قدرة الكهرباء المتوفرة بقطاع غزة تقدَّر بنحو 212 ميغاوات من أصل احتياج يبلغ نحو 500 ميغاوات لتوفير إمدادات الطاقة على مدار 24 ساعة يومياً.
مقدار العجز وصل آنذاك إلى نحو 288 ميغاوات، فأطلقت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) في 21 سبتمبر/أيلول 2023 مشروع "طاقة أمل" لتزويد القطاع بنحو 50 ميغاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية فيما حالت الإبادة الجماعية دون تنفيذه.
ومن إجمالي الكهرباء المتوفرة بغزة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان يجري شراء نحو 120 ميغاوات منها من إسرائيل وتصل إلى القطاع عبر 10 خطوط تغذية.
لكن شركة توزيع الكهرباء في غزة قالت إن إسرائيل دمرت خلال الإبادة 70% من شبكات التوزيع في القطاع، بما يعادل 3 آلاف و680 كيلومتراً، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء "فوراً".
وفي 1 مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، أكدت حماس مراراً التزامها الاتفاق وطالبت بإلزام إسرائيل إياه، ودعت الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار إسرائيل منع وصول المساعدات إلى غزة "ابتزازاً رخيصاً وجريمة حرب وانقلاباً سافراً على الاتفاق".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.