وجاءت تصريحات الأنصاري خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارة الخارجية في الدوحة، وذلك بعد إعلان حركة حماس، الاثنين، موافقتها على مقترح تقدمت به مصر وقطر لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية أن "رد حماس يمثل صورة شبه متطابقة مع ما وافقت عليه إسرائيل، بنسبة تقارب 98%"، واصفاً رد الحركة بأنه "إيجابي جداً".
وأضاف: "ما زلنا ننتظر الرد الإسرائيلي على موافقة حماس على المقترح. لا يوجد إطار زمني محدد للرد، لكننا تابعنا عبر وسائل الإعلام أن إسرائيل تدرس الأمر، ونتمنى أن يأتي الرد سريعاً وإيجابياً".
وبيّن الأنصاري أن المقترح "يتضمن مساراً للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الحرب، ويبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً يشمل تبادل الأسرى وإعادة التموضع الإسرائيلي داخل القطاع، بالتوازي مع تكثيف دخول المساعدات الإنسانية".
وشدّد على أن المقترح المطروح "يمثل أفضل ما يمكن تقديمه حالياً، وأفضل الخيارات الممكنة لحقن دماء الشعب الفلسطيني في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي".
وتابع: "نحن حالياً في مرحلة تبادل الردود حول المواقف، وفي حال التوصل إلى اتفاق ستكون هناك مرحلة تقنية لبحث التفاصيل، والأهم هو التزام الأطراف بنود الاتفاق". لكنه استدرك قائلاً: "تعلمنا من التجارب السابقة أنه لا توجد ضمانات حقيقية على الأرض سوى التزام الطرفين بالتنفيذ".
وأكد الأنصاري أن العالم يقف أمام "لحظة إنسانية فارقة"، مضيفاً: "إن لم نتوصل إلى اتفاق الآن، فنحن مقبلون على كارثة إنسانية ستجعل ما سبقها يبدو ضئيلاً أمامها".
وأشار إلى أن قطر، بالتعاون مع مصر، تواصل مساعيها للتوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة "بأسرع وقت ممكن"، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء القطري شارك الاثنين في مباحثات بمدينة العلمين شمالي مصر ضمن جهود الدفع بالمفاوضات قدماً.
وحول الموقف الأمريكي، أكد الأنصاري أن رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يجري اتصالات مباشرة مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مشيراً إلى وجود "حراك إيجابي" بشأن ما هو مطروح على طاولة المفاوضات.
وترتكب إسرائيل وبدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 62 ألفاً و64 شهيداً، و156 ألفاً و573 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 263 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.