الاحتلال الإسرائيلي يعتمد "عربات جدعون 2" استمراراً للعملية العسكرية السابقة
الحرب على غزة
6 دقيقة قراءة
الاحتلال الإسرائيلي يعتمد "عربات جدعون 2" استمراراً للعملية العسكرية السابقةرغم إعلان حركة حماس موافقتها، مساء الاثنين، على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدّمه الوسطاء، لا يزال الغموض يحيط مصير العملية العسكرية الإسرائيلية التي تهدف للسيطرة على مدينة غزة.
تشمل خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة عدة مراحل سيكون العبء الأكبر فيها وفق المصادر الإسرائيلية على قوات الجيش النظامي حيث ستشارك 5 فرق عسكريةÇ / Reuters
22 أغسطس 2025

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، قد صدّق مساء الأحد الماضي على الخطة الميدانية تمهيداً لتنفيذها.

وبينما تلوح فرص لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس والحكومة الإسرائيلية، ناقشت قيادة فرقة غزة الخطة العملياتية وأقرتها مبدئياً، على أن تُعرض مجدداً على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) لنيل الموافقة النهائية. 

وصدّق وزير الدفاع الإسرائيلي بالفعل على الخطة، مثنياً على استعدادات الجيش لتنفيذ قرار الكابينت بالسيطرة على غزة، في إطار ما وصفه بـ"تهيئة الظروف لإنهاء الحرب" عبر الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح حماس وغزة، وإبعاد قادة الحركة، إضافة إلى إقامة منطقة أمنية عازلة لتأمين المستوطنات وضمان حرية تحرك الجيش داخل القطاع.

وحسب ما أورده المراسل العسكري يوسي يهوشع، فقد أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على العملية اسم "عربات جدعون 2"، باعتبارها امتداداً لعملية "عربات جدعون" التي نُفذت في مايو/أيار الماضي، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى بالقوة.

موقف نتنياهو وكاتس و"حبل نجاة" سموتريتش

تباينت مواقف قادة الحكومة الإسرائيلية إزاء مقترحات الوسطاء الأخيرة للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، في ظل تصاعد الضغوط الميدانية والسياسية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر أن موافقة حماس على المقترحات جاءت نتيجة "تعرضها لضغط هائل"، فيما زعم وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الحركة أبدت استعدادها لأول مرة منذ أسابيع لمناقشة صفقة تبادل الأسرى "خشية من نية إسرائيل احتلال مدينة غزة". 

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن دبلوماسيين قولهم إن حماس قبلت العرض بهدف منع الجيش من التوغل في القطاع.

في المقابل، اتخذ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش موقفاً معارضاً، معتبراً أن حماس "تحت ضغط شديد وتبحث عن حبل نجاة"، داعياً إلى الاستمرار في العملية العسكرية "حتى استعادة جميع الرهائن".

أما وزير الأمن الداخلي وزعيم حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير، فهدد بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال أقدمت على إبرام اتفاق مع حماس.

خطة عربات جدعون 2

تشمل الخطة مراحل متعددة تبدأ بإقامة مراكز تجميع سكنية مؤقتة مزودة وفق ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بالخيام والمياه والعيادات والمساعدات الغذائية، وتشمل الخطة إخلاء واسعاً لما يقدر بين 900 ألف ومليون مدني فلسطيني.

 وتحتاج عملية الإخلاء وفق التقديرات التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى نحو أسبوعين تقريباً، وفي المرحلة الثانية يتم تطويق مدينة غزة بالكامل وعزلها عن كل المناطق المحيطة.

ولاحقاً سيبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام واحتلال تدريجي لمدينة غزة، إذ يتوقع أن تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متدرج مدعوم بغارات جوية مكثفة تهدف إلى السيطرة الكاملة مع التركيز على فرض ضغوط إنسانية على النازحين.

تشمل خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة عدة مراحل سيكون العبء الأكبر فيها وفق المصادر الإسرائيلية على قوات الجيش النظامي، إذ ستشارك 5 فرق عسكرية بما في ذلك 12 فريق قتالي. 

فيما سيجري تجنيد عدد أكبر من جنود الاحتياط في ظل معاناة وحدات الاحتياط بسبب ارتفاع أعداد المتهربين من الخدمة وخاصة من فئة الحريديدم.

 وصادقت لجنة بالكنيست الإسرائيلي على تمديد الأمر 8 الخاص باستدعاء جنود الاحتياط، وسيكون الأمر 8 ساري المفعول حتى 4 سبتمبر/أيلول المقبل، وصوّت لصالحه 8 أعضاء في لجنة الخارجية والأمن بينما عارضه 7.

وقد تفاوتت المصادر الصحفية الإسرائيلية في تحديد أعداد جنود الاحتياط ما بين 60 ألفاً و130 ألف جندي، إذ ذكرت صفحة نيتسان شابيرا أن 80 ألف جندي احتياط سيشارك في العملية فيما قالت القناة 14 العبرية إن 60 ألف أمر استدعاء للتجنيد تم توزيعها بالفعل على جنود الاحتياط.

خيارات المعركة عسكرياً

شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات برية تمهيدية ضمن خطته لاحتلال مدينة غزة، إذ نفّذ تحركات محدودة في حي الزيتون جنوبي المدينة، في إطار خطة تهدف إلى فرض السيطرة التدريجية على الأحياء.

على المستوى العسكري، يؤكد قادة الاحتلال أن العملية جزء من استراتيجية شاملة لإعادة تشكيل الواقع الأمني. وقال رئيس الأركان إيال زامير، خلال اجتماع مع قادة الكتائب والألوية: "سنواصل تغيير الواقع الأمني والحفاظ على زخم عربات جدعون، مع تركيز الجهود على مدينة غزة. سنستمر في الهجوم حتى الحسم ضد حماس من خلال استراتيجية ذكية ومتوازنة ومسؤولة".

وأضاف زامير أن الجيش سيستخدم كامل قدراته في البر والبحر والجو لتوجيه ضربات قوية لحركة حماس، معتبراً أن المعركة الحالية ليست موضعية، بل تمثل خطة بعيدة المدى تستند إلى رؤية متعددة الجبهات، وتشمل وفق تصريحه مواجهة "كل عناصر المحور وعلى رأسها إيران".

ورغم إقرار القيادة العسكرية بالخطة، تبرز خلافات حول المخاطر التي قد يتعرض لها المحتجزون الإسرائيليون لدى المقاومة الفلسطينية داخل غزة. 

كما يشير مراقبون إلى حالة الإرهاق التي يعاني منها جنود الجيش بعد ما يقارب عامين من القتال المستمر، ما يثير شكوكًا حول قدرة الاحتلال على تحقيق أهداف العملية بالكامل.

على الجهة المقابلة، يستعد جيش الاحتلال لتكتيكات جديدة من المقاومة وقد قال أفي أشكنازي مراسل صحيفة معاريف أن لواء الناحال واجه تعقيدات أكثر من المتوقع في حي الزيتون حيث يصطدم لواء الناحال والمدرعات بجنود المقاومة الفلسطينية.

وعرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مقاطع لعمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال في حي الزيتون نفذها مقاتلون من وحدة النخبة في كتائب القسام.

وأكدت العملية التي نفذتها كتائب القسام في منطقة بين رفح وخانيونس والتي شارك فيها فصيل كامل واستهدفت أسر جنود واستخدمت فيها أسلحة متنوعة، عزم المقاومة على الاستمرار في حرب الكمائن واستخدام تكتيكات تلتف على خطط الاحتلال عبر هجمات خاطفة وقد يشمل الأمر خطف جنود إسرائيليين في عمليات لاحقة.

إلى أين سيذهب سكان غزة؟

لم تسقط دولة الاحتلال الإسرائيلي خطط تهجير سكان قطاع غزة من حساباتها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحاولت تطبيق ذلك بشكل عملي فج من خلال خطة الجنرالات التي هدفت لتهجير سكان شمال قطاع غزة إلى المناطق الجنوبية، وحالياً تهدد بتهجير سكان مدينة غزة إلى غرب خانيونس في ظل نقص الغذاء والمياه وكافة الاحتياجات الإنسانية.

وفيما يتعلق بخطة عربات جدعون فهي تبدأ عبر تهجير سكان مدينة، غزة والبالغ عددهم نحو مليون نسمة، إلى الجنوب سواء إلى مخيمات الوسط (التي يجري التهديد باحتلالها أيضاً) أو إلى غرب خان يونيس حيث يحتل الجيش الإسرائيلي مناطق شرق خان يونس ومدينة رفح بالكامل. 

ويتوقع وفق ما رشح من حديث لمسؤولين عسكريين إسرائيليين أن يجري تطويق مدينة غزة لفترة قبل أن تجري عمليات توغل في التجمعات السكنية، تلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع مثل مخيم النصيرات والبريج والمغازي ومدينة دير البلح.

 وكل هذا ينذر بآثار كارثية على المدنيين الذين عانوا من عمليات نزوح متكررة وفي ظل ظروف انسانية صعبة على كافة المستويات.

على افتراض وجود حركة للسكان من مدينة غزة تجاه الجنوب إلا أنه من المتوقع أن عددا كبيرا من سكان مدينة غزة سيرفض التهجير، وأعلنت عدة عائلات في غزة مثل عائلة المدهون عن رفضها لمخططات الاحتلال وتمسكها بالبقاء في أرضها. 

وبالتالي سيبقى قسم كبير من أبناء الشعب الفلسطيني تحت وطأة المعاناة وخطر التعرض للعمليات العسكرية في مدينة غزة.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us