وشهد اليوم الثالث من المؤتمر تنظيم عدد من ورش العمل التي ناقشت قضايا محورية، أبرزها واجبات الدول الإسلامية تجاه غزة وجهود إعادة الإعمار ودور رجال الأعمال والإعلاميين في دعم مشاريع الإغاثة.
وشارك في الورش عدد من العلماء والمفكرين وممثلي الحكومات، الذين تبادلوا الآراء حول سبل دعم الشعب الفلسطيني في غزة، ومواجهة آثار العدوان المستمر.
وفي هذا السياق، عبّر الدكتور محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن تقديره للعلماء الذين حضروا من أكثر من أربعين دولة استجابةً لـ"واجب شرعي وإنساني"، مؤكداً أن نصرة غزة واجب لا يقبل التأجيل.
وخلال الجلسات، قرأ الدكتور همام سعيد، رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، بياناً أكد فيه أن غزة تتعرض لثلاثة أنواع من الحروب:
1. حرب القتل والتدمير التي تطول الإنسان والممتلكات والطبيعة.
2. حرب الحصار والتجويع التي تستهدف المدنيين الأبرياء.
3. حرب الصمت والخذلان من العالمين العربي والإسلامي، ومن المجتمع الدولي.
وأوضح سعيد أن المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية حاسمة، تعكس اختباراً حقيقياً لمواقف العلماء والأمة جمعاء تجاه القضية الفلسطينية، مشدداً على أن ما يجري في غزة لا يُعد مجرد عدوان عسكري، بل يمثل تحدياً للعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
وأكد البيان الصادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن موقفه الداعم لفلسطين ثابت منذ تأسيسه، ويتجسد في بياناته ومبادراته وفتاواه وزياراته الميدانية، مع تأكيده رفض التطبيع ودعم خيار المقاومة.
وأشار البيان إلى أن تاريخ الأمة حافل بالمواقف المشرفة في نصرة فلسطين، وأن العلماء لطالما تصدّروا الصفوف الأولى في التوجيه والتخطيط والمقاومة، داعياً إلى تبني خطاب يجمع بين العقل والإيمان، ويعتمد على السنن الكونية في إحداث التغيير، مع الإيمان بأن المقاومة الفلسطينية أعادت للأمة روح العزة.
وأكد المشاركون أن وحدة الأمة وبناء قوتها الشاملة هو السبيل الوحيد لردع العدوان، تطبيقاً لقوله تعالى:
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
واختُتم البيان بالتشديد على أن قضية غزة والقدس ليست مسألة فلسطينية فقط، بل قضية إيمانية وإنسانية عالمية، وأن نهضة الأمة ووحدتها هما الطريق إلى النصر والتحرير.
وفي تحذير مباشر، وجّه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي، محذراً من أن استمرار الجرائم ضد المدنيين في غزة سيؤدي إلى تصعيد شعبي واسع داخل وخارج العالم الإسلامي، يقوده العلماء والنخب والمجتمعات، إذ يتحول الصمت إلى غضب، والغضب إلى فعل.
وانطلق المؤتمر، الجمعة الماضي، ويستمر لغاية 29 أغسطس/آب الجاري، إذ ينتهي بقراءة البيان الختامي عقب صلاة الجمعة في مسجد أيا صوفيا.