وقال زامير خلال زيارة لقاعدة سلاح البحرية في حيفا: "على الطاولة صفقة يجب أخذها الآن، والجيش وفّر الشروط لإتمامها، والقرار أصبح في يد نتنياهو"، مؤكداً أن "احتلال مدينة غزة قد يشكّل خطراً شديداً على حياة المحتجَزين".
يأتي ذلك وسط تصاعد ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين للمضيّ قدماً في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، فيما أوعز نتنياهو يوم الخميس الماضي ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضيّ بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
ويُظهِر تصريح نتنياهو رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء ردّاً رسميّاً منه على مقترح أمريكي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه مؤخراً، تطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقاً.
ورغم معارضته أكثر من مرة سابقاً المضي بخطة احتلال غزة خشية على جنوده، زعم زامير أنّ "الجيش قادر على احتلال غزة، لكن العملية قد تشكّل خطراً شديداً على حياة المحتجزين"، وفق القناة 12 العبرية.
وبحسب القناة ذاتها، رحّبَت عائلات الأسرى في غزة بتصريحات زامير، وقالت في بيان: "رئيس الأركان يعكس مطلب غالبية الشعب الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق شامل يعيد 50 أسيراً وأسيرة ويُنهي الحرب".
وتقدّر إسرائيل أن لدى حماس 50 أسيراً، 20 منهم أحياء، فيما تحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعريضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
تزامنت هذه الدعوة مع استمرار التحضيرات العسكرية لاقتحام غزة، فيما أعلن جيش الاحتلال السبت مقتل ضابط من لواء كفير في حادثة عملياتية بخان يونس، ليرتفع عدد قتلى الجيش منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 899، وفق إحصاء "رسمي".
وخلافاً للأرقام المعلنة، يُتّهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخفاء الأعداد الحقيقية لخسائره في الأرواح، بخاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وأكمنة ضدّ عناصره، تؤكّد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.
والجمعة، قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه صدّق على خطط الجيش لاحتلال غزة، متوعداً بإطلاق نار كثيف وتهجير الفلسطينيين، مهدداً بتحويل المدينة إلى مصير مشابه لرفح (جنوب) وبيت حانون (شمال)، في إشارة إلى المناطق التي تعرضت لدمار واسع خلال الأشهر الماضية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و686 شهيداً، و157 ألفاً و951 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 289 فلسطينياً بينهم 115 طفلاً حتى الأحد.