قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "لن نتخلى إطلاقاً عن إبقاء روح جناق قلعة حية ومتقدة"، في الذكرى الثامنة بعد المئة للنصر التاريخي"، مشدداً على ضرورة الإبقاء على هذه الروح لتجاوز آثار كارثة الزلازل التي ضربت البلاد الشهر الماضي.
جاء ذلك السبت في رسالة بمناسبة يوم الشهداء والذكرى الـ 108 لنصر جناق قلعة، الذي حققه الجيش العثماني ضد القوات الغازية إبان الحرب العالمية الأولى.
وقال أردوغان: "كما نجحنا قبل 108 عاماً في تحقيق المستحيل عبر التكاتف، يمكننا أيضاً تجاوز آثار كارثة العصر (الزلزال) عبر روح التضامن والأخوة".
وترحم أردوغان على كل الأبطال والشهداء الذين سطروا ذلك النصر عبر كفاحهم ضد الإمبرياليين قبل 108 أعوام، في سبيل حماية وجود الأمة التركية في الأناضول والدفاع عن الأراضي التي باتت وطناً للأتراك منذ ألف عام، واستذكرهم بإجلال.
وأكد أن انتصار جناق قلعة هو ملحمة بطولية عظيمة وتاريخية أعلنت فيها الأمة التركية مرة أخرى للعالم أنها لن تتخلى عن استقلالها أبداً.
وقال: "اليوم نحن نعمل من أجل بلدنا وأمتنا بالروح والإرادة التي أظهرناها في نصر جناق قلعة، ونواصل نضالنا مع الإيمان بأنه يمكننا التغلب على جميع أنواع الصعوبات بالوحدة والتعاضد".
وأضاف: "سنواصل الدفاع عن تاريخنا المجيد الذي سُطر ببطولة وشجاعة كبيرتين ولن نتخلى إطلاقاً عن إبقاء روح جناق قلعة حية ومتقدة".
وتحيي تركيا في 18 مارس/آذار من كل عام الذكرى السنوية لانتصار الدولة العثمانية في معارك جناق قلعة عام 1915، ضد الحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل.
وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة "غاليبولي" في جناق قلعة، بمثابة تحول لصالح الأتراك إذ انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى.
ونوه أردوغان بوجود الحاجة مجدداً إلى روح جناق قلعة لا سيّما في هذه المرحلة العصيبة التي تحترق فيها القلوب بسبب كارثة الزلزال والسيول.
وشدد على أنه لا يمكن تضميد الجراح التي سببتها الزلازل التي سببت دماراً وألماً كبيرَين في 11 ولاية ومصرع نحو 49 ألف شخص إلا عبر إحياء تلك الروح.
وقال أردوغان: "كما نجحنا قبل 108 أعوام في تحقيق المستحيل عبر التكاتف، يمكننا أيضاً تجاوز آثار كارثة العصر (الزلزال) عبر روح التضامن والأخوة".
وفي 6 فبراير/شباط الماضي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان متعاقبان بقوة 7.7 و7.6 درجة، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّف دماراً مادياً ضخماً.