الحرب على غزة
5 دقيقة قراءة
أبو عبيدة.. تَعرَّف أيقونة غزة وصوت المقاومة الذي يزعم جيش الاحتلال اغتياله
ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، أنه تمكن من اغتيال الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، والذي كان صوته خلال السنوات الماضية كفيلاً بإرباك المنظومة الإسرائيلية لارتباطه بإعلان عمليات المقاومة.
أبو عبيدة.. تَعرَّف أيقونة غزة وصوت المقاومة الذي يزعم جيش الاحتلال اغتياله
المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة / Others
منذ 9 ساعات

عُرف أبو عبيدة بصوته الحاد وكوفيته الحمراء وعصبته الخضراء التي لا تفارقه في بياناته المصورة، التي لطالما انتظرها وتابعها الملايين عبر العالم.

أبوعبيدة، الذي ادعت إسرائيل اغتياله، لم يكن لقبه مجرد لقب إعلامي عابر، بل تحول خلال نحو 20 عاماً مضت إلى أيقونة مرتبطة بانتصارات كتائب القسام، وانكسارات إسرائيل وجيشها بقطاع غزة.

لم تبالغ العديد من التقديرات بالذهاب إلى أنه خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، كان لقب "أبوعبيدة" الأكثر انتشاراً وتداولاً ليس فقط على مواقع التواصل، ولكن في أرجاء إسرائيل كافة، كما في فلسطين والدول العربية والإسلامية.

ولمَ لا، وقد ارتبط مجرد الإعلان عن موعد لظهور الرجل بترقب واسع لمعلومات "شديدة المصداقية" تتعلق بخطوة مصيرية تخص الحرب وما يتعلق بها من هدنة أو تهدئة أو تبادل لأسرى أو ما يتعلق بتطور في حياة قادة القسام أو أسرى إسرائيل؟

كل ما سبق جعل أبو عبيدة، الذي حاز عدة توصيفات منها "صوت غزة" و"صوت المقاومة"، من أكثر الشخصيات غموضاً وبروزاً في الوقت نفسه بالمشهد الفلسطيني، إذ ارتبط اسمه وظهوره النادر باللحظات المفصلية في المواجهات العسكرية مع إسرائيل.

على مدى نحو عقدين، تحول الرجل إلى الصوت الإعلامي الأبرز للمقاومة ووجهها الإعلامي وأحد أيقوناتها، في وقت تواصل فيه تل أبيب ادعاء استهدافه واغتياله في غزة.

 

والجمعة، كانت آخر تدوينة لأبو عبيدة على منصة "تليغرام"، متوعدا إسرائيل بدفع ثمن خطة احتلال مدينة غزة من "دماء جنودها"، مؤكداً أن الأسرى الإسرائيليين سيكونون في مناطق القتال مع عناصرها، وفي ظروف المخاطرة والمعيشة نفسها.

بينما كان آخر ظهور له في مقطع مصور بتاريخ 18 يوليو/تموز الماضي، ومن أبرز تصريحاته فيه تأكيده أن الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض "معركة استنزاف طويلة" ضد إسرائيل.

الالتحاق المبكر بصفوف حماس

التحق أبو عبيدة، مبكراً بصفوف "حماس" وكتائبها العسكرية، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، إذ برز دوره داخل القسام وتدرج في مهامها الميدانية والإعلامية.

ولد أبو عبيدة، عام 1984 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ونشأ أيضاً في المخيم وسط أسرة فلسطينية محافظة، وهو أب لعدد من الأبناء، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). تابع دراسته العليا في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على درجة الماجستير في تفسير القرآن الكريم.

الظهور الأول

برز أبو عبيدة، إعلامياً لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2004، خلال معركة "أيام الغضب" التي استمرت 17 يوماً، إذ عقد أول مؤتمر صحفي لكتائب القسام أعلن فيه عن سير المواجهات ضد الاجتياح الإسرائيلي شمالي القطاع.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح الواجهة الإعلامية للقسام، وارتبط اسمه بإعلاناتها عن العمليات العسكرية والتصدي للتوغلات الإسرائيلية.

بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، تولى أبو عبيدة، رسمياً منصب الناطق الإعلامي لكتائب القسام.

وبصفته رئيس دائرة الإعلام العسكري في القسام، أشرف على أقسام عدة، منها التوثيق والتصوير، والعمليات النفسية، وإدارة المنصات الإعلامية، وإصدار البيانات المرئية والمكتوبة.

ورغم مكانته البارزة، فقد عرف بندرة ظهوره الإعلامي، إذ كان يعيش في ظروف أمنية مشددة ويتجنب الاحتكاك المباشر بالناس، لتفادي استهدافه من قبل إسرائيل.

ارتبط ظهوره في الحروب المتتالية على غزة بالرسائل الميدانية من قلب المعركة، وغالباً ما كان الإعلان عن خطاب مرتقب له يسبق الكشف عن إنجاز عسكري للقسام.

من أبرز إعلاناته:

ـ 2006: إعلان أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

ـ 2014: إعلان أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون خلال معركة حي التفاح شرقي مدينة غزة.

ـ ظهر في جولات القتال الأخيرة وهو يستعرض نماذج من الأسلحة المصنعة محلياً وبقايا آليات إسرائيلية مدمرة.

في 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو عبيدة، بصفته المتحدث باسم القسام، معتبرة نشاطه جزءاً من ما وصفته بـ"دعم الإرهاب"، فيما اعتبر الفلسطينيون تلك العقوبات "ملاحقة سياسية" تضاف إلى الملاحقات الإسرائيلية.

الإرث الرمزي

على مدار نحو عقدين، شكّل أبو عبيدة، "صوت القسام" في الساحة الإعلامية، وأصبح ظهوره مقترناً بالتهديدات والوعود بالرد، ما جعل شخصيته هدفاً دائما للتحريض الإسرائيلي، ومحوراً رئيسياً في حرب الرواية بين إسرائيل وكتائب القسام.

 

ومع إعلان إسرائيل، الأحد، ادعاءها "اغتياله"، لم تعلن كتائب القسام وحركة "حماس" مصيره، في ظل استمرار حرب الإبادة التي ترتكبها تل أبيب على غزة.

مزاعم إسرائيلية

والأحد، قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه "جرى القضاء" على أبو عبيدة. وأفاد كاتس، في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس، بأن "الناطق باسم إرهاب حماس، أبو عبيدة، جرى القضاء عليه في غزة"، حسب ادعائه.

كما ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش استهدف أبو عبيدة، في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك). وقال نتنياهو: "في عملية مشتركة استهدف الشاباك (جهاز الأمن العام) والجيش الناطق باسم حماس أبو عبيدة".

بدورها، قالت القناة الـ12 العبرية في وقت سابق الأحد: "لدى إسرائيل مؤشرات تُفيد بأن أبو عبيدة جرت تصفيته بالفعل، لكن في هذه المرحلة لا يوجد تأكيد نهائي"، بينما ادعت القناة الـ14 العبرية أنه "جرى في إسرائيل تأكيد تصفية أبو عبيدة نهائياً خلال غارة لقواتنا في قطاع غزة".

وذكرت أن أبو عبيدة، كان داخل مبنى قرب مخبز في حي الرمال بمدينة غزة لحظة استهدافه. والسبت، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية إن "الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال أبو عبيدة في غارة على منطقة غزة".

وعلى مدار أشهر الإبادة الإسرائيلية في غزة، ظهر أبو عبيدة، بين الفينة والأخرى بالصوت والصورة الملثمة، وأحياناً من خلال تسجيلات صوتية أو بيانات، متحدثاً عن "عمليات نوعية" ينفذها مقاتلو "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي.

وتوعد أبو عبيدة، أكثر من مرة القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع بمزيد من الخسائر جراء مواصلتها الإبادة، ويعرف عنه أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، ويتميز باللثام الذي يغطي معظم ملامح وجهه.

ورغم الأحاديث الإسرائيلية عن اغتيال أبوعبيدة، إلا أن حماس أو كتائب القسام، لم يصدر عنهما حتى الساعة 16.40 تغ من الأحد، ما يؤكد أو ينفي تلك الأحاديث، التي لا يمكن التسليم بها، لا سيما أنها تكررت أكثر من مرة قبل ذلك عن نفس الشخص، ولم تثبت صحتها.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفاً و459 شهيداً، و160 ألفاً و256 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 339 فلسطينياً بينهم 124 طفلاً، حتى الأحد.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us