طالبت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع، الذي بداخله عشرات المرضى والمصابين بوضع حرج.
وأشارت وزارة الصحة في بيان الثلاثاء، إلى إجلاء 18 مريضاً من مجمع ناصر الطبي إلى المستشفيات الميدانية، وأنه لا يزال 118 مريضاً داخله.
وقالت: "وضع مجمع ناصر الذي حوّله الاحتلال ثكنة عسكرية كارثيّ ويشكّل تهديداً لحياة الطواقم والمرضى"، وطالبت الوزارة "المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لإنهاء عسكرة مجمع ناصر الطبي".
من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية "النجاح في إجلاء 32 جريحاً بحالة حرجة، بينهم أطفال" من مستشفى ناصر. وأكدت المنظمة أن 15 طبيباً وممرضاً على الأقلّ ما زالوا داخل المستشفى الذي حوّله الجيش الإسرائيلي ثكنة عسكرية.
وأعربت المنظمة عن خشيتها على سلامة المرضى والعاملين في المجال الصحي الذين بقوا بالمستشفى، مؤكدة عدم وجود كهرباء أو ماء وسط انتشار الأمراض من تراكم نفايات المستشفى والقمامة.
"خيبة أمل"
وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على مجمع ناصر الطبي وسط غياب ردود الأفعال العالمية، أعرب الطبيب الفلسطيني أحمد المغربي عن شعوره بخيبة أمل من صمت العالم، وقال مستنكراً: "أين الإنسانية؟".
وخاطب الطبيب، الذي يعمل في مستشفى ناصر، العالم: "كنا نأكل وجبة واحدة فقط في اليوم، لماذا خيبتمونا؟ أين الإنسانية؟ لا أدري أين الإنسانية! لماذا حدث لنا هذا؟".
وأردف متسائلاً: "لا أعرف إلى متى سيستمر هذا (الحرب الإسرائيلية)، كم فرداً منا يجب أن يموت لوقف هذه الجرائم؟ لا أعرف إذا كنت تستطيع سماعي، من فضلك افعل شيئاً لوقف هذه الجرائم ضدنا وضد شعبنا".
وحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ثاني أكبر مستشفى بقطاع غزة، قبل أسبوعين بالدبابات والمدرعات ونشرت قناصة في محيط المنطقة، قبل أن يداهمه قبل أيام.
وأغلقت قوات الاحتلال المستشفى أمام الدخول والخروج، وأبقت آلاف الأشخاص، بمن فيهم النازحون الذين لجؤوا إليه، تحت الحصار لعدة أيام.
كما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي عديداً من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون دخول المستشفى أو الخروج منه برصاص القناصة المتمركزين في المنطقة.
وداهمت القوات المستشفى في 15 فبراير/شباط واحتجزت عديداً من الفلسطينيين، ومن بينهم أفراد من الطاقم الطبي.
وفي 18 فبراير/شباط أعلن المدير العامّ لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مستشفى ناصر لم يعد قادرا على تقديم الخدمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
كما هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم المستشفيات في قطاع غزة، ودمر المنظومة الصحة، وتسبب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور شديد في البنى التحتية والممتلكات.