وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا" بتدوينة عبر منصة إكس أنّ “السودان يواجه أكبر أزمة جوع في العالم”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه “جرى تسجيل أكثر من 100 ألف إصابة بالكوليرا خلال عام واحد، وهو أكبر تفشٍ للمرض في السنوات الأخيرة”.
ووفق آخر إحصائية سودانية حكومية، الثلاثاء الماضي، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا 102 ألف و831 حالة، بينها 2561 وفاة في مختلف أنحاء البلاد، منذ بدء الوباء في أغسطس/آب 2024.
وكانت السلطات السودانية أعلنت في 12 أغسطس/آب 2024، اعتبار الكوليرا وباء في البلاد، قبل أن يشهد تراجعاً منذ فبراير/شباط 2025، ليعاود الانتشار مجدداً بسبب تلوث مياه الشرب الناتج عن توقف محطات المياه في عدة مناطق نتيجة استمرار الحرب، وفقاً لمراقبين.
من جانبها، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور نعمل مع شركائنا في القطاع الصحي، للمساعدة في وقف انتشار الكوليرا من خلال حملات التوعية".
وأضافت المفوضية في بيان: "جرى تسجيل آلاف الإصابات بالكوليرا في دارفور، ولا يزال الوضع خطيراً بالنسبة لأكثر من 500 ألف نازح، معظمهم فروا إلى هناك خلال الأشهر الأخيرة، وخاصة من مدينة الفاشر".
وفي السياق ذاته، أعلنت المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور في بيان، أنها سجلت الاثنين، 181 إصابة جديدة و6 وفيات. وأوضحت: "بهذا يرتفع عدد الحالات منذ تفشي المرض (في 30 يونيو/حزيران) إلى 9 آلاف و507 إصابات بالكوليرا، بينها 395 وفاة في دارفور (5 ولايات).
ومنذ 30 يونيو/حزيران بدأ المرض ينتشر على نطاق واسع في دارفور، وخاصة داخل مواقع إيواء النازحين ذات الكثافة السكانية العالية، بينما ساهمت المعارك المشتعلة في الإقليم في تفاقم الوضع، وسط غياب حملات التوعية الصحية وانعدام وسائل الوقاية.
قتلى بالفاشر
وفي سياق متصل، أعلنت لجنة إغاثية سودانية، اليوم الاثنين، مقتل 4 مدنيين بقصف مدفعي شنته "قوات الدعم السريع" على مخيم نازحين بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأفادت "غرفة الطوارئ بمخيم أبو شوك للنازحين" (لجنة إغاثية شعبية) في بيان، بـ"قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على المخيم، أدى إلى سقوط 4 شهداء وإصابة 3 آخرين".
من جانبها، أعلنت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر" (لجنة إغاثية شعبية) في بيان عن استمرار القصف المدفعي منذ صباح الاثنين على مدينة الفاشر، وأشارت إلى تجدد الاشتباكات في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، وارتفاع أصوات الرصاص بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ودوي الانفجارات بوضوح.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.