تحل، هذه الأيام الذكرى الـ59 لاغتيال مالكوم إكس، أحد أشهر الدعاة الإسلاميين في الولايات المتحدة، وأحد المناضلين المدافعين عن حقوق الإنسان.
اغتيل مالكوم، الذي لم يكن يبلغ الأربعين من عمره حينها، يوم 21 فبراير/شباط 1965 بطلق ناري، فيما كان يُلقي خطبته الأخيرة على منصة في قاعة مسرح "أودوبون" بنيويورك.
ولا يزال الغموض يحيط إلى اليوم بحادثة اغتيال الداعية الأمريكي. وكانت الشرطة الأمريكية قد ألقت القبض، عام 2022، على بعض المتهمين باغتياله المنتمين إلى جماعة "أمة الإسلام".
فبعد انضمامه إلى "أمة الإسلام" في أثناء وجوده في السجن في أواخر أربعينيات القرن الماضي أعلن مالكولم إكس انفصاله عن الجماعة عام 1964، بسبب ما وصفها بـ"تعاليمها الصارمة".
وفجّر قرار مالكوم خلافاً حاداً بينه وبين الجماعة، بلغ ذروته يوم 14 فبراير/شباط 1965، عندما أُلقيت قنبلة على منزله.
وقال آنذاك إن الهجوم نُسِّق "بناءً على أوامر إيليا محمد"، زعيم أمة الإسلام. مما أدى إلى تصاعد التوترات بينه وبين الجماعة.
مَن مالكوم إكس؟
وُلد مالكوم سنة 1925 في مدينة أوماها بولاية نبراسكا لأبوين أمريكيين إفريقيين. وانتقلت أسرته للعيش لاحقاً في مدينة لانسينغ عاصمة ولاية ميشيغان.
تحدث مالكوم في مذكراته عن حادثة إحراق الأمريكيين البيض، منزلهم في لانسينغ وهو طفل صغير. ونجا مع والدته وإخوته بأعجوبة من الموت، فيما توفي والده.
وازدادت معاناته حينما وُضعت أمه في مصحة عقلية، بسبب انهيارها النفسي جراء اغتيال زوجها وصعوبة رعاية 8 أيتام في أوضاع اقتصادية بائسة وعنصرية بيضاء كالحة الوجه وباطشة اليدين.
وفي أثناء قضائه عقوبته بالسجن، تعرَّف مالكوم إكس إلى "أمة الإسلام" وشده إليها دفاعها عن السود واعتقادها بتفوق وتميز العِرق الأسود على العرق الأبيض. وتعرَّف من خلال الجماعة على الإسلام وتعاليمه.
وبفضل قدرته العالية على الخطابة ولغته الإنجليزية الرفيعة، تدرج داخل صفوف المنظمة، حتى بات الناطق باسمها لما يزيد على 10 سنوات.
واستغرقت شُهرته بعض الوقت لتصل إلى العالم الإسلامي، وأصبح شخصية مهمة في الأوساط الإسلامية.
وفي عام 1964 انفصل مالكوم إكس عن "أمة الإسلام"، ولم يتردد في انتقاد زعيمها، واتهمها بالانحرافات العقائدية والأخلاقية.
وقال في أحد خطاباته الأخيرة، التي ألقاها قبل أيام قليلة من وفاته: "يجب أن أصحح موقفي، وهو واضح. أنا لست عنصرياً بأي شكل من الأشكال. أنا لا أؤمن بأي شكل من أشكال العنصرية. أنا لا أؤمن بأي شكل من أشكال التمييز أو الفصل. أنا أؤمن بالإسلام. أنا مسلم. ولا حرج في أن تكون مسلماً، ولا حرج في دين الإسلام. إنه يعلِّمنا فقط أن نؤمن بالله كإله".