جاء ذلك في كلمات لمسؤولين عرب خلال أعمال الدورة العادية رقم 164 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، التي عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة.
وترأست الإمارات أعمال الدورة العادية بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، وفق وكالة الأنباء الرسمية "وام".
أعمال المجلس الذي ترأسه وزير الدولة الإماراتي خليفة المرر، شهدت استعراض عدد من الملفات العربية والإقليمية، وفق المصدر نفسه.
وفي كلمته قُبيل تسليمه رئاسة الدورة من عُمان لأبوظبي، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، إن "العالم يواجه نظاماً إسرائيلياً لا حدَّ لوحشية حروبه التدميرية على غزة وعلى الضفة الغربية المحتلة وعلى استقرار سوريا ولبنان ومستقبليهما".
وأضاف أن "إسرائيل تجعل غزة أرضاً غير قابلة للحياة، تنفيذاً لمخطط استعماري تهجيري، وتحاصر الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقيادته؛ اقتصادياً ومعيشياً، لتدمر التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني، وتمهيداً لمخططات تهجيرية أيضاً".
وأكد أن "مواجهة هذا الخطر المحدق تتطلب عملاً عربياً جماعياً. علينا أن نعمل معاً وفق استراتيجية شاملة، استراتيجية سياسية، اقتصادية، قانونية، دفاعية، توظف كل الأدوات المتاحة، لحماية مستقبلنا ومصالحنا، ولحماية حق المنطقة في العيش بسلام عادل ودائم".
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أن "وقف العدوان الهمجي على غزة، وإنهاء المجاعة التي صنعتها إسرائيل في القطاع تحت أنظار العالم أجمع يبقى أولويتنا".
وفي الشأن السوري، قال: "ندعم جهود سوريا لإعادة البناء على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة كل مواطنيها وتحفظ حقوقهم، ونُحذر من تبعات الاعتداءات والتدخلات الإسرائيلية في سوريا وشؤونها".
وأضاف الصفدي: "نقف مع سوريا الشقيقة في مواجهة كل مخططات التقسيم، وفي ضمان أمن كل أهلها، مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات"، مؤكداً أن "استقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية ودولية".
“وقف المذبحة”
وفي كلمته، أكد أبو الغيط أن "اجتماع المجلس ينعقد في ظرف عربي وإقليمي ودولي دقيق، في ظل حرب إبادة تشنها قوات الاحتلال في غزة تستهدف ما هو أبعد من القتل والانتقام".
وأشار إلى أن تلك الحرب "تسعى لتقويض القضية الفلسطينية برمتها وتصفيتها، عبر القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية وتشريد الشعب وتهجيره قسراً والاستيلاء على الأرض بالضم غير الشرعي"، وشدد على أن "وقف المذبحة التي يسعى الاحتلال إلى توسيع نطاقها هو العنوان العريض للتحرك العربي".
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1017 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافةً إلى اعتقال أكثر من 18 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافةً وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الإبادة 64 ألفاً و231 شهيداً، و161 ألفاً و583 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 370 فلسطينياً بينهم 131 طفلاً.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.