جاء ذلك في تصريح للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، نقلته وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
وقال أبو ردينة إنه "لا شرعية لأي عملية ضم، كما الاستيطان، وجميعها مدانة ومرفوضة، وستغلق كل أبواب تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
واعتبر أبو ردينة، محاولات ضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرارات مجلس الأمن الدولي: 242 (عام 1967)، و338 (عام 1973)، و2334 (عام 2016)، التي تُبطل أي محاولات لإضفاء الشرعية على احتلال إسرائيل غير القانوني للأرض الفلسطينية".
وتابع أن حكومة إسرائيل تسعى بممارساتها إلى "تقويض جهود وقف الحرب على شعبنا في قطاع غزة والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنهاء أي فرصة لتحقيق حلّ الدولتين، الذي يجمع عليه العالم وعقد من أجله مؤتمر نيويورك للسلام (أواخر يوليو/تموز) الذي أكد عزل إسرائيل وإجراءاتها الأحادية".
ودعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي "لاتخاذ خطوات عملية وجادة لمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها، والاعتراف بدولة فلسطين، وتنفيذ القرارات الأممية التي تدعم الحق الأصيل لشعبنا في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية".
ومساء الأحد، أفاد موقع "واللا" العبري، نقلاً عن مصادر خاصة لم يسمّها، أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أبلغ نظيره الأمريكي ماركو روبيو، في مباحثات أجراها الأربعاء، أن تل أبيب تتحضر لإعلان فرض سيادتها على الضفة الغربية خلال الأشهر المقبلة.
عشائر الخليل ترفض
وفي سياق متصل، رفضت عشائر فلسطينية في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، اليوم الاثنين، مخططاً إسرائيلياً يهدف لفصل المحافظة عن نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية وتسليمها لحكم العشائر.
جاء ذلك خلال وقفة نظمت أمام مقر محافظة الخليل، بدعوى من العشائر والفصائل الفلسطينية ردّاً على تصريحات إسرائيلية حول مخططات لفصل الخليل عن الضفة الغربية وتسليمها لحكم العشائر.
والجمعة، قالت القناة "إسرائيل 24" إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيناقش مخطط فصل مدينة الخليل عن منطقة نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية، واستبدال قادة المنطقة بعشائر محلية وإنشاء إمارة منفصلة، وذلك رداً على نية عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين.
محافظ الخليل خالد دودين قال في كلمة أمام الحشد، إن "الخليل التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى والأسرى لن تبيع دماء ومعاناة أولادها، ولن تقبل بفصلها عن الوطن"، ودعا إلى مزيد من الوحدة ورص الصفوف لمواجهة المخططات الإسرائيلية وإفشال المؤامرات.
وقالت القناة الإسرائيلية الجمعة: "من المتوقع أن يعترف هذا الكيان (الخليل بعد فصلها المزعوم) بإسرائيل كدولة يهودية وتنضم إلى اتفاقيات إبراهيم للتطبيع بين دول عربية وإسرائيل".
يأتي ذلك قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر/أيلول الجاري، حيث يُرتقب أن تدفع دول بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا وفنلندا ولوكسمبورغ والبرتغال وسان مارينو نحو الاعتراف بدولة فلسطين، إلى جانب دول أوروبية أخرى سبق أن أعلنت مواقف مشابهة، مثل بريطانيا وفرنسا ومالطا والنرويج.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1016 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية، خلّفت 63 ألفاً و557 شهيداً، و160 ألفاً و660 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت 348 فلسطينياً بينهم 127 طفلاً.