وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن القصف الإسرائيلي استهدف منازل وخيام نازحين ومنتظري المساعدات في مناطق متعددة من القطاع.
وفي أحدث الهجمات، قتل 3 فلسطينيين وأصيب 10 بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً ببلدة جباليا النزلة شمال قطاع غزة.
وفي شمال القطاع، استشهد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم زوجان وأطفالهما، إثر غارة جوية على خيمة نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
كما استشهد 4 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف استهدف خيمة للنازحين قرب الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، واستشهد طفلان وأصيب آخرون في غارة على منزل قرب شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب المدينة.
وفي حي الزيتون، استشهد 4 فلسطينيين من عائلة واحدة وأصيب آخرون إثر غارة استهدفت مبنى الأوقاف الذي يؤوي نازحين في شارع البساتين، مما أدى إلى اندلاع حريق في المبنى.
وأفاد شهود بأن جيش الاحتلال يواصل عمليات تفجير وتدمير منازل في حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة، مع سماع دوي انفجارات وأعمدة دخان كثيفة ناجمة عن القصف الجوي والمدفعي.
وتستمر هذه العمليات منذ 11 أغسطس/آب في إطار خطة تدريجية لإعادة احتلال قطاع غزة، التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في 8 من الشهر ذاته بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتبدأ باحتلال مدينة غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني إلى الجنوب.
وفي وسط القطاع، استشهد 8 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات شمال مخيم النصيرات، وفق مستشفى العودة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف استهدف شقة في شارع العشرين بالمخيم، واستشهد فلسطينيان أحدهما طفلة في غارة على منزل عائلة درويش قرب مقبرة السوارحة غرب النصيرات، بالإضافة إلى استشهاد فلسطيني في غارة على منزل قرب مخبز الحاج.
وفي جنوب القطاع، استشهدت سيدة وطفلاها، أحدهما رضيع، في قصف جوي على منزل عائلة أبو سحلول بمخيم خان يونس. وأصيب 12 فلسطينياً في غارة لطائرة مسيرة استهدفت خيمة نازحين قرب مستشفى الهلال الميداني في مواصي خان يونس.
“كارثة صحية”
في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الأربعاء، أن نسبة إشغال المستشفيات بلغت 300%، وأن ذلك يظهر حجم "الكارثة الصحية والإنسانية" التي تتسبب بها إسرائيل.
وقال مدير عام الوزارة منير البرش، في منشور على منصة "إكس"، إن "نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات بلغت 300%"، وأضاف أن هذا الرقم "غير المسبوق (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي نعيشها اليوم".
وأوضح البرش: "لم تعد المستشفيات تحتمل أعداد الجرحى والمرضى والمجوعين الذين يعانون من سوء تغذية"، كما وصف الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة بأنه في "أسوأ حالاته" وذلك منذ بداية حرب الإبادة الجماعية.
وتابع المتحدث أن حضانات الأطفال داخل المستشفيات باتت متكدسة بشكل كبير حيث تضطر الطواقم الطبية إلى وضع 4 أطفال في حضانة واحدة، وإلى جانب ذلك، فإن القطاع الصحي يعاني من نقص حاد وكبير وصل إلى 60% من الأدوية والمستهلكات الطبية، وفق البرش.
وشدد على نفاد أدوية الأمراض المزمنة من مستودعات المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وحتى من الصيدليات الخاصة، فضلا عن النقص الحاد في وحدات الدم والمستلزمات المخبرية، محذرا من تداعيات احتلال مدينة غزة ومهاجمتها، قائلا: "إذا تم تنفيذ هذا التهديد، سنكون أمام أكبر مذبحة تشهدها البشرية في العصر الحديث. أوقفوا حرب الإبادة على غزة".
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا.
ورغم سماح إسرائيل قبل نحو 3 أسابيع بدخول شاحنات محدودة من المساعدات الإنسانية والبضائع، إلا أن المجاعة ما زالت تراوح مكانها، إذ تتعرض تلك الشاحنات في معظمها للسرقة من عصابات تقول حكومة غزة إنها تحظى بحماية إسرائيلية.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و64 شهيداً، و156 ألفاً و573 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.