وذكرت قناة "آي 24" العبرية، أن كاتس وافق مساء الثلاثاء، على خطة الهجوم التي قدمها رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، والقيادة العسكرية العليا خلال اجتماع مشترك.
وتعد هذه العملية استكمالاً لعملية "عربات جدعون" التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 17 مايو/أيار الماضي، رغم اعتراف سياسيين وعسكريين إسرائيليين سابقين بفشلها.
وبحسب القناة، تشمل الخطة احتلال مدينة غزة وإرسال أوامر استدعاء إلى 60 ألف جندي من قوات الاحتياط، حيث بدأ جيش الاحتلال بالفعل إصدار أوامر التجنيد المعروفة بـ"الأمر 8" لتنفيذ العملية.
وأشارت القناة إلى أن جيش الاحتلال أعلن سابقاً أنه تمكن من السيطرة على نحو 75% من قطاع غزة خلال العملية الأولى.
وفيما وصف كاتس الخطة بأنها تهدف إلى "تهيئة الظروف لإنهاء الحرب، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح حماس، ونفي قياداتها" حسب زعمه، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الاستعدادات تتضمن أيضاً ترتيبات تُوصف بأنها "إنسانية" لاستيعاب المدنيين الفلسطينيين الذين سيُجبرون على النزوح من مدينة غزة إلى مناطق الجنوب.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقد أعلنت حركة حماس الاثنين قبولها مقترحاً جديداً قدمه الوسيطان المصري والقطري، يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتخلله تبادل للأسرى والمحتجزين وإعادة تموضع للقوات الإسرائيلية في القطاع، إضافة إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية.
وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن واشنطن تواصل مناقشة المقترح مع الأطراف المعنية، فيما قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن رد حماس على المقترح كان "شبه متطابق" مع ما قبلته إسرائيل في وقت سابق.
رغم ذلك، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بياناً أكد فيه أن "سياسة إسرائيل لم تتغير"، مشدداً على مطلب الإفراج عن جميع المحتجزين الخمسين في قطاع غزة، وفق المبادئ التي أقرها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت).
ويرى مراقبون أن بيان مكتب نتنياهو يتضمن رفضاً ضمنياً للمقترح، رغم تطابقه مع خطة عرضها سابقاً المبعوث الأمريكي ستيف يتكوف، ووافقت عليها تل أبيب، وتنص على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثماناً مقابل هدنة لمدة 60 يوماً، تُستكمل خلالها المفاوضات حول إنهاء الحرب.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وتحديداً في 8 أغسطس/آب، أقر "الكابينت" خطة قدمها نتنياهو تقضي بإعادة احتلال قطاع غزة تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة، ما يؤكد استمرار إسرائيل في تبني خيار الحسم العسكري رغم المبادرات السياسية القائمة.