وشمل الاستطلاع 509 إسرائيليين بالغين، بهامش خطأ أقصى يبلغ 4.4%. وحسب النتائج، يؤيد 46% من الإسرائيليين صفقة شاملة لإنهاء الإبادة، بينما يرى 26% ضرورة صفقة جزئية عاجلة.
في المقابل، عارض 18% الصفقة، معتبرين أن القتال يجب أن يستمر حتى هزيمة حماس حتى لو كلف ذلك أرواح الأسرى. ويكشف الاستطلاع تناقض تصريحات وزراء الحكومة، الذين زعموا أن غالبية الجمهور تؤيد استمرار القتال.
والأربعاء، زعمت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، خلال مقابلة مع إذاعة "كول باراما" المحلية، أن "الغالبية الساحقة من الجمهور في إسرائيل ترى ضرورة مواصلة القتال"، معتبرة أنه الطريق الوحيد لإعادة الأسرى وهزيمة حماس.
يأتي الاستطلاع وسط تصاعد ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين للمضي في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، بينما أوعز نتنياهو الخميس، ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضي بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
ويُظهر تصريح نتنياهو رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء رداً رسمياً منه على مقترح أمريكي أعلنت حماس موافقتها عليه مؤخراً، وتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقا.
وتقدّر إسرائيل أن لدى حماس 50 أسيراً، بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
واليوم السبت، كشف إعلام عبري عن تقديرات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى إدراك نتنياهو بأن استمرار حكومته مرهون بخطة إعادة احتلال مدينة غزة، وأن غياب هذه العملية قد يُعجل بانهيارها.
وقالت صحيفة "معاريف" في تقرير نقلاً عن مصدر عسكري إسرائيلي لم تسمِّه، إن نتنياهو "مُصر على المضي قدماً في العملية (عربات جدعون 2)، حتى النهاية"، مضيفاً أن نتنياهو "يُدرك أنه دون العملية لن يكون قادراً على الحفاظ على تماسك الحكومة وسوف تتفكك".
وعن صفقة التبادل، قال المصدر العسكري إن "إسرائيل قبل أسبوعين كانت تُفاوض وفقاً لخطة المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أجل إطلاق سراح بعض المختطفين (الأسرى) دون التزام إنهاء الحرب".
واستدرك: "الآن، بعدما وافقت حماس على جميع مطالب إسرائيل، بما في ذلك إعادة عشرة مختطفين أحياء ودون التزام وقف الحرب، تتحدث تل أبيب بشكل مختلف عن اتفاق شامل ووقف الحرب". وأكد المصدر أن "هذه الأسباب هي التي تجعل الجيش الإسرائيلي يستعد بجدية لمرحلة جديدة من القتال".
ويهدد وزراء متطرفون، على رأسهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من حكومة نتنياهو حال التوجه نحو إبرام صفقة لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 23 شهراً.
والخميس، أبلغت إسرائيل مديري المستشفيات في مدينة غزة بضرورة إعداد خطط الإخلاء ونقل المرضى إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوبي القطاع، وفق المصدر ذاته، تمهيداً لإعادة الاحتلال.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت 62 ألفاً و263 شهيداً و157 ألفاً و365 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.