وأعلنت قطر أن الهجوم، الذي طال مقرات سكنية لأعضاء في المكتب السياسي للحركة، "اعتداء إجرامي وجبان"، مؤكدة أنها "لن تتهاون مع أي عمل يستهدف سيادتها وأمنها"، وأنها تحتفظ بحق الرد.
وأشار رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي الثلاثاء بالدوحة، إلى أنّ الضربة تمثل "لحظة مفصلية" في المنطقة، مؤكداً استمرار بلاده في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة.
من جانبها، أعلنت إسرائيل أن الغارات استهدفت "قيادة حماس في الدوحة" بالتعاون مع جهاز "الشاباك"، فيما أكدت الحركة أن "العدو فشل في اغتيال الوفد المفاوض"، معلنة ارتقاء عدد من الشهداء بينهم جهاد لبد مدير مكتب خليل الحية، ونجله همام، إضافة إلى ثلاثة من المرافقين، إلى جانب بدر الحميدي من قوات "لخويا" القطرية.
الهجوم الإسرائيلي، الذي يُعد الأول من نوعه ضد دولة خليجية، قوبل برفض واسع من دول المنطقة. وأدانت السعودية "بأشد العبارات" الهجوم، وأكدت تضامنها الكامل مع قطر، فيما وصف ولي العهد محمد بن سلمان الضربة بأنها "عمل إجرامي وانتهاك صارخ للقوانين الدولية"، معلناً وضع كل إمكانات المملكة لدعم الدوحة.
بينما اعتبرت الإمارات الهجوم "سافراً وجباناً"، وحذرت من تداعيات خطيرة إذا استمر غياب موقف دولي رادع. وقال المستشار أنور قرقاش إن "أمن الخليج لا يتجزأ"، مؤكداً الوقوف قلباً وقالباً مع قطر. أما الكويت طالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات، وأكدت دعمها الكامل للإجراءات القطرية.
وأصدرت سلطنة عمان والبحرين والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن والجزائر والعراق وسوريا والمغرب ولبنان والسودان والصومال واليمن وموريتانيا بيانات مشابهة، وصفت الضربة بأنها "انتهاك صارخ للسيادة"، وشددت على تضامنها مع الدوحة.
كما صدرت إدانات من شيخ الأزهر أحمد الطيب والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اللذين اعتبرا الهجوم "عدواناً إرهابياً" يستهدف زعزعة استقرار المنطقة.
دولياً، وصفت الأمم المتحدة الهجوم بأنه "انتهاك صارخ" لسيادة قطر، ووصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش الضربة بأنها "انتهاك صارخ" لسيادة دولة لعبت دوراً إيجابياً في جهود وقف إطلاق النار.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون قال إن "الهجمات غير مقبولة أياً كانت دوافعها"، مؤكداً تضامنه مع قطر، ومحذراً من اتساع الحرب إلى المنطقة.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الهجوم "انتهك سيادة قطر ويحمل خطر التصعيد"، مجدداً الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين. وأكدت ألمانيا أن الضربة "غير مقبولة". كما أعربت المفوضية الأوروبية عن قلقها من "تصعيد إضافي".
وأدانت تركيا الهجوم واعتبرت الضربة "دليلاً على أن إسرائيل تسعى لإطالة النزاع لا لتحقيق السلام". أما إيران فوصفتها بأنها "انتهاك فاضح للقواعد الدولية كافة".
بدورها، نفت الولايات المتحدة علاقتها بالهجوم وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن القرار "اتخذه نتنياهو وحده". واعتبر البيت الأبيض أن الضربة "لا تخدم لا مصالح إسرائيل ولا أمريكا"، مشيداً بقطر كـ"حليف قوي وصديق مقرّب".
وجاء الهجوم على قطر، وهو الأول من نوعه ضد دولة خليجية، رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل الحرب على غزة للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفاً والرافض لإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 64 ألفاً و605 شهداء، و163 ألفاً و319 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 399 فلسطينياً بينهم 140 طفلاً.