جاء ذلك في كلمته الافتتاحية باجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي انعقد، اليوم الاثنين، لبحث المحادثات مع إيران بشأن ملفها النووي.
وأوضح غروسي أن بحث برنامج إيران النووي، وخاصةً بعد تعرض منشآتها للهجوم في يونيو/حزيران الماضي، لا يزال محوراً رئيسياً لجهود الوكالة، وأشار إلى أن التدابير الأمنية للوكالة لا تزال تُطبق في إيران، كما هو الحال في جميع الدول الأخرى التي أبرمت معها اتفاقية أمنية شاملة.
وتابع: "لقد أُحرز تقدم في محادثاتنا مع طهران. وآمل أن تُختتم هذه المحادثات بنجاح في الأيام القليلة المقبلة لتسهيل استئناف عملنا الضروري مع إيران".
"لا تفاوض على قدراتنا الدفاعية"
في المقابل، قال متحدث وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن بلاده لن تتفاوض بأي حال من الأحوال حول قدراتها وإمكاناتها الدفاعية.
وأضاف في مؤتمر صحفي بالعاصمة طهران، أن وزير الخارجية عباس عراقجي تلقى خلال لقائه الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، في قطر مؤخراً، مقترحات حول المباحثات بين إيران وأوروبا بشأن البرنامج النووي.
وقبل يومين، أعلن المندوب الدائم لإيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، رضا نجفي، انطلاق جولة جديدة من المباحثات بين بلاده ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وردّاً على سؤال صحفي حول تصريح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، بشأن اشتراط الولايات المتحدة تقييد برنامج إيران الصاروخي مقابل إحياء الاتفاق النووي، قال بقائي، إن بلاده لن تتفاوض بأي حال من الأحوال حول قدراتها وإمكاناتها الدفاعية.
وتابع: "هذا مبدأ غير قابل للنقاش ولا يمكن المساس به. واليوم بات أوضح من أي وقت مضى أن الشعب الإيراني لن يسمح بأي تفاوض أو حوار حول الوسائل اللازمة للدفاع عن سيادة إيران وكرامتها واستقلالها وأمنها".
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قررت تفعيل آلية "سناب باك" المدرجة في الاتفاق النووي الذي توقف تطبيقه بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018، وتتيح الآلية إمكانية إعادة فرض عقوبات أممية على إيران.
وفي 26 يونيو/حزيران 2025، أقر البرلمان الإيراني قانوناً ينص على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتهمها طهران بالضلوع في أنشطة تجسسية وبتوفير ذريعة لهجمات إسرائيلية وأمريكية ضد إيران.
وفي 13 يونيو/حزيران 2025، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، بينما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 يونيو/حزيران 2025، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وادعت أنها "أنهت" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو/حزيران 2025 وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.