أعلنت الحكومة الليبية مساء الجمعة، أن قوات خليفة حفتر خرقت الهدنة بالعاصمة طرابلس مراتٍ عدة، مشيرة إلى أن ما يحدث جنوبي المدينة "ردٌّ من قواتها على الخروقات المتتالية"، فيما تظاهر مواطنون ليبييون ضد خروقات حفتر في عدد من المدن الليبية.

جاء ذلك في بيان أصدره آمر غرفة العمليات الميدانية اللواء أحمد أبو شحمة، ونشرته الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" العسكرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليّاً.

وقال أبو شحمة إن "مليشيات حفتر خرقت الهدنة عدة مرات، وما يحدث جنوبي طرابلس هو ردٌّ من قوات الوفاق على خروقاتها المتتالية"، في إشارة إلى تصدِّي القوات الحكومية لهجمات المعتدين.

وأضاف أن "الأوامر صدرت منذ اليوم الأول لقوات الوفاق بالجاهزية التامة والحذر"، محذِّراً من أن "مليشيات حفتر لا تؤتمن، واستمرار الهدنة ما زال في طور المشاورات بعد عدم التزام حفتر التوقيع عليها حتى الآن".

وتابع: "تصريح (المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد) المسماري بفرض منطقة حظر الطيران، دليلٌ على التخبُّط وعدم القدرة على اتخاذ القرارات".

والخميس اتهمت قوات الحكومة الليبية مليشيات حفتر بانتهاك وقف إطلاق النار، بمحورَي الخلاطات والرملة جنوبي طرابلس.

وقال المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، إن قوات الوفاق "صدّت هجوم مليشيات حفتر ولم تسمح لها بالتقدم".

مظاهرات تندّد بخروقات مليشيات حفتر

تظاهر ليبيون الجمعة، في العاصمة طرابلس ومدن أخرى، تنديداً بالخرق المتواصل لوقف إطلاق النار من مليشيات حفتر.

وردّد المتظاهرون في ميدان الشهداء بطرابلس شعارات منددة بهجوم قوات حفتر المستمر منذ 10 أشهر على المدينة، وبسلوك الدول الداعمة له.

وحمل المتظاهرون أعلام ليبيا وتركيا وتونس، ولافتاتٍ منددةً بصمت الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إزاء تلك الهجمات.

وقال المتظاهر جمال الحريزي (55 عاماً) في حديث لوكالة الأناضول، إن حفتر لم يوقِّع على اتفاقية وقف إطلاق النار، لا في موسكو ولا في برلين، مضيفاً أن حفتر يعمل على "منع تأسيس دولة مدنية في ليبيا، فيما يطالب الليبيون المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤوليته وإيجاد حلّ دائم للأزمة".

والأحد الماضي انعقد مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية في العاصمة الألمانية برلين، بمشاركة 12 دولة و4 منظمات دولية وإقليمية. وكان أبرز بنود بيانه الختامي ضرورة التزام وقف إطلاق النار المعلن بمبادرة تركية-روسية.

ووافقت مليشيات حفتر وقوات الوفاق، على المبادرة التركية الروسية لوقف إطلاق النار، ابتداءً من 12 يناير/كانون الثاني الجاري.

وفي خرق متكرر لوقف إطلاق النار، تشنّ قوات حفتر هجمات يومية على طرابلس، استكمالاً لعملية عسكرية أطلقتها القوات في 4 أبريل/نيسان 2019، بهدف السيطرة على العاصمة.