تناول الإعلام الأمريكي الجمعة، تفاصيل مكالمة هاتفية، قال عضو الكونغرس الأمريكي ليندسي غراهام إنه أجراها مع وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، ورد فيها تأكيد سعيه لأجل إقامة علاقات جيدة بين أنقرة وواشنطن، إلا أن حقيقة الأمر هي أن غراهام لم يجرِ المكالمة مع وزير الدفاع التركي، وإنما مع مخادعَين روسيين، عُرفا بخداعهما لكثير من السياسيين من قبل.
وكان موضوع المحادثة ما بين مُنتحل شخصية وزير الدفاع التركي وعضو الكونغرس الأمريكي هو مقترح غراهام "فرض عقوبات على تركيا في حالة محاربتها للأكراد في الشمال السوري" على حد قول غراهام، وهو ما يُناقض موقفه الذي أعقب إعلان الرئيس التركي انطلاق عملية نبع السلام، حيث أشار حينها عضو الكونغرس إلى أن "الأكراد يشكلون تهديداً بالنسبة لتركيا".
كما تضمنت المكالمة الهاتفية المزيفة أيضاً حث غراهام "وزير الدفاع التركي" على التزام بلاده بصفقة طائرات F-35 عوضاً عن منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية S-400، التي استلمتها تركيا الشهر الماضي.
وإضافة إلى ذلك تضمنت المكالمة تعاطفاً من غراهام مع الموقف التركي فيما يخص تأمين حدودها، الأمر الذي يناقض معارضته مؤخراً قيام الجيش التركي بعملية عسكرية في الشمال السوري، حيث نشر على حسابه الرسمي على تويتر تغريدة مفادها أن "تركيا لا تملك الضوء الأخضر لدخول الشمال السوري"، وذلك تعليقاً منه على سحب الرئيس الأمريكي القوات الأمريكية من منطقة شرق الفرات يوم الإثنين الماضي.
وأشار المتحدث باسم عضو الكونغرس ليندسي غراهام بأن مكتبه يعمل جاهداً على منع وصول المكالمات المزيفة والمخادعة له، إلا أن تلك التي تم فيها انتحال شخصية وزير الدفاع التركي تحديداً استطاعت خداعه والوصول إليه.
وأثار الإعلام الأمريكي تساؤلات حول مدى سهولة عمليات الاختراق التي تسمح بالوصول للسياسيين المقربين من الرئيس الأمريكي والحصول على معلومات حساسة تمس الأمن القومي والشؤون الدولية منهم.
ويعد ليندسي غراهام أحد أعضاء الكونغرس المقربين من الرئيس الأمريكي فيما يخص المحادثات بين أنقرة وواشنطن بداية من المحادثات المتعلقة بصفقة مقاتلات F-35 وحتى المحادثات التي سبقت إعلان عملية نبع السلام العسكرية في الشمال السوري.
كما تتسم تصريحات غراهام بالتناقض حيال موقف بلاده تجاه عملية نبع السلام، إذ قال الاثنين الماضي إنه عازم على تقديم طلب في الكونغرس بتعليق عضوية تركيا في حلف الناتو في حالة قيامها بعملية عسكرية في الشمال السوري.
والأربعاء، أطلق الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية نبع السلام في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي PKK\YPG وداعش، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وتستهدف العملية العسكرية القضاء على الممر الإرهابي الذي تسعى تنظيمات إرهابية لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.