ولفتت الوزارة في بيان، إلى أن وزير الخارجية عباس عراقجي اتفق خلال اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين، على مواصلة المحادثات مع البلدان الأوروبية الثلاثة والاتحاد الأوروبي الثلاثاء المقبل، على مستوى وزراء الخارجية.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إجراء المحادثات، وقال في تغريدة عبر منصة إكس: "لقد أجرينا للتو اتصالاً مهماً مع نظيرنا الإيراني بشأن البرنامج النووي والعقوبات على طهران التي نتحضّر لإعادة تفعيلها".
وتابع قائلاً: "المكالمة شارك فيها نظيراه البريطاني والألماني ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي"، مشدداً في الوقت ذاته على أنّ "الوقت يداهمنا، وسيُعقد لقاء جديد حول المسألة الأسبوع المقبل".
من جانبه، ذكر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أن بلاده تظل "ملتزمة الدبلوماسية، ولكن الوقت ضيّق للغاية"، مؤكداً أنّ "إيران بحاجة إلى التعاون بشكل جوهري من أجل تجنب تفعيل آلية الزناد".
وأضاف الوزير الألماني في تغريدة عبر منصة إكس: "لقد أوضحنا أننا لن نسمح بانتهاء صلاحية آلية الزناد للعقوبات، ما لم يكن هناك اتفاق يمكن التحقق منه ودائم".
من جهتها، رأت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أنه "مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية آلية الزناد، فإن استعداد إيران للتعاون مع الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية. يجب على إيران أيضاً التعاون بشكل كامل" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم يتضح على الفور مكان إجراء المحادثات، وهي الثانية منذ الحرب بين إيران وإسرائيل.
يشار إلى أنّ إيران علّقت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يوليو/تموز عقب الحرب التي شنتها عليها إسرائيل واستمرت 12 يوماً، مشيرةً إلى عدم إدانة الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية.
وهدّدت الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 بتفعيل "آلية الزناد" بحلول نهاية أغسطس/آب، ما لم توافق إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم واستئناف التعاون مع مفتشي الوكالة.
وتتيح هذه الآلية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران، التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن هجوماً غير مسبوق على إيران في يونيو/حزيران الماضي، ما أدى إلى اشتعال فتيل الحرب بين الطرفين، وتخللها قصف منشآت نووية بمشاركة الولايات المتحدة، التي استهدفت ثلاث منشآت رئيسية في إيران.
وأجرت إيران والدول الثلاث المعروفة بـ"الترويكا الأوروبية"، محادثات في أواخر يوليو/تموز في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، وصفتها طهران بأنها كانت "صريحة".
كان الاتفاق النووي لعام 2015 يهدف إلى منع إيران من تطوير قنبلة ذرية، وهو هدف لطالما نفته طهران، لكن الاتفاق بات في حكم اللاغي عام 2018، عندما سحب دونالد ترمب الولايات المتحدة منه أحادياً خلال ولايته الرئاسية الأولى وأعاد فرض عقوبات مشددة على الاقتصاد الإيراني. وردت طهران بعد عام ببدء التراجع عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
وتشدد طهران على أن عضويتها في معاهدة حظر الانتشار تمنحها الحق في تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعده واشنطن خطاً أحمر، في حين تصر إيران على أنه أمر غير قابل للتفاوض.
وتنتهي صلاحية تفعيل آلية الزناد في أكتوبر/تشرين الأول، مع أن الأوروبيين حددوا في ما بينهم نهاية أغسطس/آب لتفعيلها في حال فشل الجهود الدبلوماسية. كما عرضوا تمديد المهلة لإتاحة الوقت للمحادثات.