العالم
6 دقيقة قراءة
الحجاب في أمريكا: سوق واعد غير مكترث للكراهية
رغم التضييق على المسلمات في الولايات المتحدة إلا أن سوق الأزياء الإسلامية يعدّ واحداً من أهم الأسواق الواعدة، إذ أنفق المسلمون في العام الفائت على هذا السوق مبلغاً وصل تقريباً إلى 270 مليار دولار.
الحجاب في أمريكا: سوق واعد غير مكترث للكراهية
صورة لعارضة الأزياء الشرعية الأمريكية من أصول صومالية حليمة آدن / Reuters
24 يونيو 2019

أثار ظهور حليمةآدن، العارضة الأمريكية من أصل صومالي، على غلاف مجلة "سبورتس أليستريتد" في أبريل/نيسان الماضي مرتدية البوركيني الكثير من الجدل هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، بين من أشاد بالخطوة وبين من رأى فيها تهديداً لمجال ظل ولا يزال مغلقاً أمام النساء المسلمات.

وسبق للعارضة المسلمة أن سرقت الأضواء في مسابقة لاختيار ملكة جمال ولاية مينيسوتا (ولاية في وسط غرب الولايات المتحدة) عام 2017، وتصدرت حينها عناوين الصحف والمجلات كأول عارضة ترتدي الحجاب ولباس البحر المحتشم.

وبعيداً عن الجرائد والمجلات، ظل سوق الحجاب والألبسة الموجهة للمحجبات متواضعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كانت بعض النساء المسلمات يلاقين صعوبة في إيجاد ملابس تتماشى مع معتقداتهن، فعلى الرغم من انفتاح البلاد على المبادرة وسهولة ممارسة الأعمال، لم يسمح كل ذلك بظهور أزياء "إسلامية" موجهة للمسلمات إلا بعد بداية الألفية الثالثة.

وتعد مجموعة "فيرونا" للأزياء الإسلامية واحدة من الشركات التي اقتحمت عالم الموضة الموجهة للمحجبات في أمريكا. ففي عام 2015 قررت ليزا فوغل رفقة صديقتها علاء عموس، تأسيس مجموعتهما الخاصة، التي حاولت في تصاميمها أن تستجيب لحاجيات الأمريكيات المسلمات، بأسلوب جديد ومحتشم في الوقت نفسه.

وتتذكر ليزا في حديثها مع موقع TRT عربي، البدايات الأولى للمشروع، والتي انطلقت منذ زيارتها للمغرب عام 2011، إذ جربت ارتداء الحجاب لأول مرة، وبعدها بأشهر اعتنقت الإسلام، "وكان ذلك أفضل قرار اتخذته على الإطلاق".

وأثناء عودتها إلى الولايات المتحدة، اكتشفت المتحدثة صعوبة إيجاد ملابس خاصة بالمحجبات، وتضيف "استغرق الوقت مني بضعة أشهر قضيتها في البحث عن أزياء محتشمة، وقلت في نفسي؛ هذا يعني أن هناك آلاف النساء المسلمات اللواتي يواجهن المشكل نفسه، وكان ذلك محفزاً لي لتأسيس مجموعة "فيرونا".

بمبلغ لا يزيد عن 7000 دولار وبكثير من العزيمة، افتتحت ليزا وعلاء مجموعة فيرونا للأزياء الإسلامية مشروعاً لقي الكثير من الإشادة والتنويه، خصوصاً بعد تميزه في معرض للأزياء نظمته شركة مايسيز، أكبر شركات الملابس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن هذا المعرض تشرح المتحدثة "استفدنا كثيراً من تلك الورشة، وهي بمثابة نقطة تحول في مسارنا، إذ بعد مرور سنة على ذلك الحدث، نجحنا في افتتاح أول جناح لنا داخل مايسيز السنة الماضية".

انفتاح على الحجاب

ويلاحظ انفتاح المجتمع الأمريكي على الحجاب مؤخراً، خصوصاً بعد بروز نجم عدد من الأمريكيات المسلمات، كالبطلة الأولمبية ابتهاج محمد، وإلهان عمر التي تعتبر أول مسلمة محجبة تصل إلى الكونغرس الأمريكي. وقد ترجم هذا الانفتاح تعديل مجلس النواب الأمريكي لقانونه الداخلي، بحيث يمكن للمسلمات ارتداء الحجاب في المؤسسة التشريعية.

وكان القانون الداخلي يمنع وضع أي غطاء على الرأس أثناء مداخلات أعضائه، وبموجب التعديل بات أيضاً في الإمكان الحفاظ على القلنسوة اليهودية وعلى العمامة بالنسبة للسيخ.

ولا تقتصر المنتجات التي تحمل علامة "فيرونا" على المسلمات، بل تحاول المجموعة أن تطرح ملابس تستجيب لكل الأذواق لكنها في نفس الوقت لا تخرج على دائرة "المحتشم".

وتوضح ليزا قائلة: "الحمد لله، حقننا الكثير من النجاح، وأعتقد أن هذا راجع إلى تنوع الأزياء التي نصممها، والتي تتنوع بين الحجاب، وسراويل فضفاضة وتنانير محتشمة. أعتقد أن تنوع المجتمع الأمريكي ساهم أيضاً في ابتكار تصاميم جميلة، تعبر عن تنوع الخلفيات الثقافية لمصمميها من المسلمين".

وبعد صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ارتفع منسوب الكراهية في الولايات المتحدة الأمريكية، بخاصة ضد الأقليات المهاجرة بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، إذ تعرضت مجموعة من النساء المحجبات لاعتداءات عنصرية بسبب حجابهن، وحدث ذلك في عدد من الولايات الأمريكية، وفق ما أكدته تقارير أمريكية.

في المقابل، تعرب المصممة ليزا فوغل، عن عزمها المضي قدماً في تطوير مشروعها الخاص، متجاهلة كل تلك الأحداث العنصرية، "أعيش في ولاية فلوريدا، ولاحظت تزايد وتيرة الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين بل كنت واحدة من ضحايا تلك الجرائم. أنا وعلاء نرتدي الحجاب عن حب وعن اقتناع، ولن يمنعنا هذا في مواصلة تصميم ملابس تمنح الثقة لمن يرتديها من المحجبات"، تؤكد المصممة لـTRT عربي.

سوق واعد بملايين الدولارات

ولا يعرف السبب حتى الآن وراء اهتمام مجموعة من العلامات التجارية المعروفة بموضة المحجبات مؤخراً، بين من يقول إنه إنصاف للمسلمات وبين من يؤكد أن الهدف تجاري محض.

فوفقاً لتقرير "واقعالاقتصادالإسلاميالعالمي"لعام 2018-2019، الذي تعده مؤسسة رويترز، أنفق المسلمون 270 مليار دولار على الموضة، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 361 مليار دولار بحلول عام 2023.

ووفق نفس التقرير، احتلت تركيا الرتبة الأولى عالمياً من حيث الإنفاق الإسلامي على الأزياء المحافظة، برقم معاملات بلغ 28 مليار دولار أمريكي.

وتتسابق شركات الموضة الرياضية هي الأخرى في تصميم ألبسة مريحة للمحجبات، آخرها إعلان الشركة الأمريكية نايكي، عن أول حجاب رياضي للسيدات، فهل هو انفراج وإنصاف للمحجبات أو استغلال تجاري فقط؟

مصدر:TRT عربي
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us