ونظّم مئات المؤيدين لفلسطين السبت مظاهرة في العاصمة النمساوية فيينا مطالبين بفرض عقوبات على إسرائيل، ومن اللافتات التي رفعها المتظاهرون "الحرية لفلسطين" و"قفوا الإبادة"، و"فرض عقوبات على إسرائيل فوراً".
ورفع المتظاهرون علم فلسطين، ولافتات مكتوباً عليها: "قتل الأطفال ليس دفاعاً"، و"الصمت يخدم الإبادة". وقال الناشط كنعان شعت في كلمة خلال المظاهرة: "استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً في غزة ينتهك حقوق الإنسان".
وأكّد شعت ضرورة رفع أصواتهم في هذه القضية، مذكّراً الجميع بأنّ الإبادة الإسرائيلية مستمرة منذ نحو عامين، وشدّد على أن النمسا تتحمل مسؤولية في هذا الشأن، مستشهداً بشركة "BRP Rotax" النمساوية التي تزوّد إسرائيل بمحركات للطائرات المسيّرة.
من جانبها أكدت الناشطة سالي عطية أن الصمت على ما يجري في غزة من إبادة هو تواطؤ، منوهة بأنّ المجتمع النمساوي يجب أن لا يبقى صامتاً إزاء هذه القضية، وأن الحكومة النمساوية تلتزم الصمت حيال الإبادة في غزة.
في سياق متصل احتجّ متظاهرون أمام كاتدرائية نوتردام التاريخية في العاصمة الفرنسية باريس، على مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتجمعوا في مظاهرة رمزية حاملين الأعلام الفلسطينية مرتدين الكوفيات.
واستلقى المتظاهرون على الأرض تعبيراً عن المدنيين الذين قتلهم جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن ينهضوا ويرددوا هتاف: "افتحوا أبواب غزة".
وفي السويد تظاهر مئات الأشخاص بالعاصمة ستوكهولم احتجاجاً على الخطة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيّاً.
وتجمع مئات في ساحة أودن بلان وسط ستوكهولم استجابة لدعوات من منظمات المجتمع المدني، وطالبوا إسرائيل بوقف خططها لاحتلال غزة، مؤكّدين ضرورة فتح ممرات المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وانتقد المتظاهرون ضعف ردّ فعل الحكومة السويدية على الهجمات الإسرائيلية وخطط احتلال القطاع، ورفعوا لافتات كُتب عليها عبارات من قبيل "الأطفال يُقتلون في غزة" و"المدارس والمستشفيات تتعرض للقصف" و"قفوا المجاعة".
وسار المتظاهرون لاحقاً من الساحة إلى أمام مبنى وزارة الخارجية السويدية، مرددين هتافات "الحرية لفلسطين" و"لا لخطة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
وفي كلمة أمام المشاركين، قال الناشط السويدي من أصل أذربيجاني آيدن أمير هاشمي، إن إسرائيل ستخضع حتماً للمحاسبة يوماً ما بسبب الإبادة التي ترتكبها في غزة، مشيراً إلى أن تل أبيب لها تأثير كبير في السياسيين السويديين، ودعا إلى وضع حد لهذا الأمر.
وفي 8 أغسطس/آب الجاري أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال تدريجي لقطاع غزة، واعتمدت بأغلبية الأصوات ما وصفته بـ"المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، وهي "نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى (الأحياء والأموات)، ونزع السلاح من القطاع، والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيداً عن حماس والسلطة الفلسطينية".
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمّرَت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و263 شهيداً، و157 ألفاً و365 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصاً بينهم 112 طفلاً.