جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولن وجيف ميركلي الأحد، في القاهرة، وفق بيان للخارجية المصرية الاثنين.
واستمع وزير الخارجية المصري وفق البيان إلى "انطباعات عضوي مجلس الشيوخ عن الزيارة التي قاما بها السبت، إلى مدينتي العريش ورفح المتاخمتين للحدود مع غزة".
وأكد عبد العاطي لعضوي مجلس الشيوخ "التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة التي وصلت إلى حد المجاعة".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وفي 22 أغسطس/آب الماضي، أعلنت منظمة IPC (المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) التابعة للأمم المتحدة، عبر تقرير، "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)" وتوقعت أن "تمتد إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل".
وشدّد الوزير المصري على "ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوضع حد للجرائم الإسرائيلية السافرة في قطاع غزة والضفة الغربية".
واستعرض عبد العاطي "المقترح المصري-القطري لوقف إطلاق النار، ونفاد المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الأسرى"، الذي وافقت عليه حركة حماس ولم ترد عليه إسرائيل بعد، ويتضمن تهدئة لمدة 60 يوماً.
كما شدّد على "أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره للضغط على إسرائيل للتجاوب مع الرغبة الدولية في إنهاء العدوان".
وقبل نحو 10 أيام، أعلنت "حماس" موافقتها على مقترح اتفاق قدمه الوسطاء لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، ولكن إسرائيل تمتنع عن إعلان موقفها منه، بل أعلن نتنياهو في 20 أغسطس/آب الماضي، أنه وجّه بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن تؤدي لتدمير القطاع بالكامل وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
وجدّد عبد العاطي "رفض مصر القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، واستعرض للوفد الأمريكي "عناصر الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بغزة، والمؤتمر الذي تعتزم مصر استضافته لهذا الغرض فور التوصل لوقف إطلاق النار".
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول أخرى مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
ويأتي لقاء عبد العاطي وعضوي مجلس الشيوخ الأمريكي في أعقاب نشر صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تفاصيل خطة تعدها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لـ"غزة ما بعد الحرب" وتتضمن سيطرة الولايات المتحدة على القطاع، وتحويله إلى منتجع سياحي ونقل جميع فلسطينيي غزة "طوعاً" إلى دول أخرى مقابل أموال، أو إلى مناطق "مقيّدة وآمنة" داخل القطاع.
وتتألف مسودة الخطة التي نشرتها الصحيفة، الأحد، من 38 صفحة وتعمل عليها إدارة ترمب بشأن وضع المنطقة بعد الحرب الإسرائيلية التي ما زالت متواصلة على غزة.
وبناءً على ذلك، تستند الخطة إلى "رؤية ترمب بأن الولايات المتحدة ستتولى إدارة المنطقة وتحتفظ بالسلطة لمدة 10 سنوات على الأقل"، وتنص أيضاً على تحويل غزة إلى منتجع سياحي ومركز للتكنولوجيا والتصنيع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الإبادة 63 ألفاً و557 شهيداً، و160 ألفاً و660 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 348 فلسطينياً بينهم 127 طفلاً.