سياسة
7 دقيقة قراءة
المغرب وإسرائيل.. تاريخ طويل من العلاقات يُتوَّج بالتطبيع الكامل
بعد سنوات طويلة من العلاقات السرية والعلنية على مستويات مختلفة بين المغرب وإسرائيل، توصَّل الطرفان إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بشكل كامل برعاية من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. ليكون هذا الإعلان تتويجاً لتاريخ طويل من التواصل والتعاون.
المغرب وإسرائيل.. تاريخ طويل من العلاقات يُتوَّج بالتطبيع الكامل
تاريخ العلاقات بين المغرب وإسرائيل يعود إلى سنوات طويلة سراً وعلناً / AA
18 ديسمبر 2020

أعلن المغرب في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري اعتزامه استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال".

هذا الإعلان جاء خلال اتصال هاتفي أجراه العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفق بيان للديوان الملكي.

وقبلها بلحظات أعلن ترمب عبر تويتر عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب. لكن الرباط تعتبره استئنافاً للعلاقات وليس تطبيعاً.

تلك التطورات المتسارعة أعادت تسليط الضوء على تاريخ العلاقات المغربية-الإسرائيلية التي عرفت مداً وجزراً استمر نحو 6 عقود.

رسمياً بدأت العلاقات بين المغرب وإسرائيل عام 1994 على مستوى منخفض، ثم جمدتها الرباط في 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).

لكن قبل الاعتراف الرسمي تمتد العلاقات بين البلدين إلى عقود أطول شهدت هجرات ليهود مغاربة إلى إسرائيل ولقاءات بين مسؤولين من البلدين شملت ملك المغرب ورئيس وزراء إسرائيل.

البداية والهجرة

تعود بداية العلاقات بين الرباط وتل أبيب إلى مطلع ستينيات القرن الماضي، وهي فترة يصفها مراقبون بـ"المثيرة للجدل"، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

وقال اليهودي الراحل شمعون ليفي، وكان يشغل منصب مدير المتحف اليهودي في مدينة الدار البيضاء شمالاً، إن اليهود المغاربة هاجروا إلى إسرائيل على دفعات بدواعٍ متعددة.

وأضاف ليفي لجريدة "المساء" المغربية (خاصة) عام 2009 أن "أول دفعة من اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى إسرائيل كانت سنة 1948، أي مباشرة بعد قيام الكيان الصهيوني. ويقدَّر عددهم بنحو 90 ألف فرد كان معظمهم يزاولون حرفاً بسيطة، (وهاجروا) بدافع تحسين ظروفهم الاجتماعية".

وتابع بأن "الدفعة الثانية هاجرت بعد حصول المغرب على الاستقلال (1965)، ومعظمم لم تكن لديهم رغبة في الهجرة، وجرى تهجيرهم ربما بقرار من الدولة، نظراً إلى الصراع السياسي الذي ميز تلك المرحلة من تاريخ المغرب".

وأفاد ليفي بأن "أكبر محطة في تاريخ هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل هي تلك التي وقعت سنة 1967، أي بعد انتصار إسرائيل على العرب في ما تُعرف بـ"حرب الأيام الستة".

وفي 22 يوليو/تموز 1986 استقبل العاهل المغربي آنذاك الحسن الثاني، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شمعون بيريز، في مدينة إفران (شمال)، ثم التقاه في العاصمة الرباط. وأثار استقبال بيريز ردود أفعال مستنكرة، بخاصة من طرف قوى سياسية مغربية وجامعة الدول العربية.

اعتراف بإسرائيل

تميزت سنة 1994 بتطور كبير، ففي الأول من سبتمبر/أيلول، جرى افتتاح مكتب اتصال إسرائيلي في الرباط، ليؤرخ ذلك اليوم لاعتراف مغربي ضمني بإسرائيل. وبعد عامين فتح المغرب مكتب اتصال له في إسرائيل. وأرجع المغرب حينها إقامة تلك العلاقات إلى "الرغبة في دعم لغة الحوار والتفاهم بدل لغة القوة والغطرسة، للتوصل إلى السلام العادل والشامل". وأصدرت إسرائيل طابع بريد حمل صورة الملك الحسن الثاني بعد وفاته سنة 1999.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 1999 نحو 50 مليون دولار، وزار المغرب في ذلك العام نحو 50 ألف إسرائيلي، وفق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المملكة.

وفي 12 مايو/أيار 2000 زار وفد عسكري إسرائيلي يضم 25 خبيراً من سلاح الجو المناطق الجنوبية للمغرب. وفي 22 سبتمبر/أيلول من العام نفسه زار المغرب رجال أعمال إسرائيليين يمثلون 24 شركة متخصصة في التقنيات الزراعية، بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات (حكومية) في الدار البيضاء.

إغلاق مكتبَي الاتصال

في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2000 أعلنت الرباط إغلاق مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل والمكتب الإسرائيلي في الرباط، رداً على القمع الإسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الثانية وإعلان الحكومة الإسرائيلية وقف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.

في 1 و2 سبتمبر/أيلول 2003 زار وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك سيلفان شالوم المغرب، والتقى الملك محمد السادس. في 4 يوليو/تموز 2007 التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها تسيبي ليفني نظيرها المغربي محمد بن عيسى في باريس.

في 2008 شملت عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية رفات ثلاث شهداء مغاربة كانوا قد التحقوا بصفوف المقاومة الفلسطينية والعربية في عقدَي السبعينيات والثمانينيات.

في 4 سبتمبر/أيلول 2009 بحث الملك محمد السادس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها أرييل شارون عبر الهاتف خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، ضمن جهود الرباط للتوصل إلى سلام عادل ونهائي، وفق وكالة الأنباء المغربية.

في فبراير/ شباط 2019 قالت القناة "13" الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى سراً وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يصدر تعقيب من الرباط.

في 28 أبريل/نيسان 2019 نشر حساب "إسرائيل بالعربية" (رسمي يتبع الحكومة) على تويتر صورة اجتماع الملك الحسن الثاني وبيريز في الرباط عام 1986.

استئناف العلاقات

في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلن المغرب اعتزامه استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال". وكشفت الرباط في بيان الديوان الملكي اعتزامها "تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من المغرب وإليها".

وتحدثت عن "تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي" وأكدت "العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقاً ولسنوات عديدة حتى 2002". وأرجعت المملكة هذه الخطوات المرتقبة إلى "الروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي بمن فيهم الموجودين في إسرائيل بشخص العاهل المغربي".

وفي اليوم نفسه أعلن ترمب أن المغرب وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية. كما أعلن اعتراف الولايات المتحدة للمرة الأولى بسيادة المغرب على أراضي الصحراء المتنازَع عليها مع جبهة "البوليساريو"، وهي مدعومة من الجزائر وتسعى لإقامة دولة مستقلة.

وبإعلان المغرب استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، تصبح الدولة المغاربة الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، بعد أن قطعت موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010. وبجانب المغرب وموريتانيا تضم المنطقة المغاربية كلاً من الجزائر وتونس وليبيا.

ووقَّعت الإمارات والبحرين مع إسر ائيل في واشنطن منتصف سبتمبر/أيلول الماضي اتفاقيتين لتطبيع العلاقات، في خطوة خليجية غير مسبوقة. وبذلك انضمت أبو ظبي والمنامة إلى الأردن ومصر اللتين ترتبطان باتفاقيتَي سلام مع إسرائيل منذ 1994 و1979 على الترتيب. كما أعلن ترمب في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.

وأثار الاستئناف والتطبيع للعلاقات مع تل أبيب غضباً شعبياً عربياً واسعاً، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة.

مصدر:AA
اكتشف
منتِج وثائقي يتهم "BBC" بمحاولة إسكات فريقه بعد رفض بث فيلم عن الأطباء في غزة
سوريا.. اندلاع حريق قرب قصر الشعب في دمشق والدفاع المدني يتدخل
رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.. هل يمهّد الطريق لتعافي الاقتصاد المنهك؟
جيش الاحتلال يعترف بمقتل 31 عسكرياً بـ"نيران صديقة" في الحرب البرية على غزة
الاحتلال يواصل استهداف منتظري المساعدات في غزة.. وبوريل: مرتزقة أمريكيون قتلوا 550 فلسطينياً في شهر
روبيو يبحث مع وزير الخارجية السوري مراجعة قوائم الإرهاب ويؤكد استمرار العقوبات على الأسد وأتباعه
تخفيضات بقيمة 4.5 تريليون.. الكونغرس الأمريكي يوافق نهائياً على قانون ترمب للضرائب
الحوثي: تهديدات إسرائيل تزيدنا عزماً على مواصلة الرد حتى وقف الإبادة في غزة
حماس تعلن بحث مقترح وقف إطلاق النار المقدّم من الوسطاء مع الفصائل الفلسطينية
رمز لوحدة البلاد ونهضتها.. الرئاسة السورية تطلق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية
القسام وسرايا القدس تعلنان تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال في غزة
ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 57 ألفاً و130.. وموظفو مساعدات يطلقون النار على الجوعى
بفعل الرسوم الجمركية.. العجز التجاري الأمريكي يرتفع إلى 71.5 مليار دولار في مايو
بوتين لترمب: لن نتخلى عن تحقيق أهدافنا في أوكرانيا وندعو لتسوية نزاعات الشرق الأوسط دبلوماسياً
لبنان.. مقتل شخص وإصابة 3 جراء قصف الاحتلال سيارة جنوبي بيروت
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us