وفور انسحاب القوات الإسرائيلية، خرج أهالي قرية المغير لتفقد حجم الدمار الذي خلفه العدوان، لا سيما اقتلاع مئات الأشجار من سهول القرية، وبدأ بعض السكان إعادة زراعة أشجار الزيتون التي أزالتها الجرافات الإسرائيلية في المنطقة الشرقية.
وخلال أيام الاقتحام، نفذت القوات عمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية، وداهمت عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها، فيما اعتُقل رئيس المجلس القروي أمين أبو عليا وعدد من الأهالي، بعد أن طالبه الجيش بتسليم نفسه.
ورغم الانسحاب، لا تزال آليات عسكرية وجرافات إسرائيلية الموجودة في محيط القرية مستمرة في شق شارع استيطاني جديد وتجريف مساحات واسعة من الأراضي لصالح المشروع الاستعماري، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي سياق متصل، شن جيش الاحتلال فجر الأحد، حملة اقتحامات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها اعتقال 9 فلسطينيين، فيما اعتدى على شاب بالضرب المبرح.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين بعد دهم منازلهم في حيّي المعاجين والجبل الشمالي، ومخيم بلاطة شرقي المدينة. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة علار شمال طولكرم واعتقلت الطالب الجامعي مقداد شديد بعد اقتحام منزله وتخريب محتوياته.
وفي جنين، اعتُقل شاب فلسطيني من بلدة قباطية بعد محاصرة منزله. أما في الخليل، فقد داهمت القوات قرية الطبقة واعتقلت الشابين محمد كايد أبو عطوان ويامن أمجد حريبات، كما اعتُقل الشاب هيثم شلالدة من بلدة سعير. وفي بلدة إذنا غرب الخليل، اعتدى الجيش على شاب بالضرب المبرح بعد إنزاله من مركبته، ما استدعى نقله إلى المستشفى.
وفي استمرار لعمليات الاحتلال في الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الأحد، بلدتي ترمسعيا وسنجل شمال شرق رام الله، وسارت آلياتها العسكرية في شوارعهما، دون الإبلاغ عن اعتقالات أو مداهمات للمنازل، حسب وكالة "وفا".
وفي الوقت نفسه، اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال، وأدوا طقوساً دينية تلمودية في ساحاته، تزامناً مع الاحتفالات برأس الشهر العبري، وسط تضييق على دخول المصلين خلال أوقات الصلاة.
في سياق متصل، شن مستوطنون إسرائيليون صباح الأحد، سلسلة اعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، شملت اقتحام تجمع سكني، وتجريف أراضٍ، ومنع وصول مزارعين إلى أراضيهم.
وتركزت اعتداءات المستوطنين في محافظات الخليل (جنوب) وأريحا (شرق) ورام الله (وسط) ونابلس (شمال)، وفق بيانات لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو (أهلية)، وتصريح ناشط في مقاومة الاستيطان للأناضول.
ففي أريحا، تعرض سكان تجمع "شلال العوجا" البدوي شمال المدينة، لاعتداءات ومضايقات جديدة من مجموعات مستوطنين إسرائيليين. وأوضحت منظمة البيدر أن مستوطنين "تجولوا بين منازل الأهالي بصورة استفزازية، وأطلقوا عبارات عدائية بحقهم، في محاولة لإثارة الخوف والتوتر داخل التجمع".
كما اقتحم مستوطنون إسرائيليون تجمع شكارة البدوي شرق بلدة دوما جنوب نابلس، وتجولوا بين منازل المواطنين و"صوّروها بطريقة استفزازية، ما أثار حالة من الخوف والقلق بين السكان"، حسب "البيدر".
وفي الأغوار الشمالية، قالت منظمة البيدر إن مستوطنين منعوا عدداً من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المنطقة، وطردوا أحد المزارعين من أرضه في "خلة خضر الفارسية"، ما حال دون استكماله أعمال التجهيز للموسم القادم.
وفي بلدة حلحول شمال الخليل، اعتدى مستوطنون بالضرب على مُسن فلسطيني، خلال عمله في أرضه. وبينت مصادر محلية أن مجموعة مستوطنين اعتدوا بالضرب على المواطن مصطفى ملحم (62 عاماً) خلال عمله في أرضه بمنطقة "خربة القط" شمال حلحول، إذ جرى نقله إلى المستشفى للعلاج.
إضافة إلى ذلك، واصل المستوطنون أعمال التجريف في مناطق الأغوار الشمالية ومسافر يطا بالخليل، ومنعوا الفلسطينيين من العمل في أراضيهم الزراعية، وأجبرت الاعتداءات المتكررة العام الماضي عدة عائلات على ترك مساكنها، ما أدى إلى خلو بعض المناطق من الوجود الفلسطيني.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ مستوطنون خلال يوليو/تموز الماضي، 466 اعتداءً ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، أسفرت عن استشهاد 4 مواطنين، وترحيل قسري لتجمعين بدويين يضمان 50 عائلة فلسطينية.
وتشير المعطيات الفلسطينية إلى أن جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، قتلوا أكثر من 1015 فلسطينياً منذ بداية العام، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، فيما اعتُقل أكثر من 18 ألفاً و500 فلسطيني، في سياق عمليات عسكرية واقتحامات متواصلة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و622 شهيداً و157 ألفاً و673 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 281 شخصاً، بينهم 114 طفلاً.