وقدم فيلدكامب استقالته بعد فشله في إقناع الحكومة الائتلافية المؤقتة بفرض مزيد من العقوبات على إسرائيل، وقال للصحفيين عقب اجتماع الحكومة: "اتخذنا سلسلة خطوات ضد إسرائيل، ولهذا يجب على هولندا أن تشعر بالعار".
وأضاف: "شعرت بالضغط من بقية أعضاء الحكومة حول ما يحدث في غزة والضفة الغربية، ولا يسمح هذا الوضع بمواصلة مهامي بصفتي وزيراً للخارجية"، وأشار الوزير إلى أن هذا الوضع لن يتغير على المدى القريب، موضحاً أنه عاد إلى منزله لصياغة رسالة استقالته.
تزامناً مع ذلك، قدم بقية وزراء حزب العقد الاجتماعي الجديد، الذي ينتمي إليه فيلدكامب، استقالاتهم أيضاً، وفق ما أفاد به موقع نوس (NOS) الإخباري الهولندي. ويضم الحزب 9 أعضاء في الحكومة، من بينهم نائب رئيس الوزراء و3 وزراء و4 وزراء دولة.
وكان فيلدكامب دعا سابقاً في اجتماعات البرلمان إلى اتخاذ تدابير وعقوبات إضافية على إسرائيل، لكنّ أحزاباً أخرى في الحكومة الائتلافية، مثل حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية وحركة المزارعين والمواطنين، قالت إنها لم تُطرح عليها أي خطوة من هذا النوع.
من جانبها، أشادت حركة حماس السبت بموجة الاستقالات، ووصفتها بـ"الموقف الشجاع والأخلاقي"، معتبرة أن ذلك يعكس التزام القيم الإنسانية والقانون الدولي، ويوجه رسالة واضحة بضرورة التحرك الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء في غزة، خصوصاً في ظل تفشي المجاعة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.
ودعت حماس حكومات العالم إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، وفرض عقوبات رادعة على إسرائيل، والعمل الفوري لوقف المجازر ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و622 شهيداً و157 ألفاً و673 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.