وأكدت الحركة في بيان رسمي صدر اليوم الأحد، أنها وافقت على صفقة تبادل جزئية، وأبدت استعداداً للمضي في صفقة شاملة، لكنها اتهمت نتنياهو بوضع عراقيل جديدة بشكل مستمر، رغم موافقتها على المقترح الذي تقدّم به الوسطاء في 18 أغسطس/آب الجاري، من دون الكشف عن تفاصيله.
وأشارت "حماس" إلى أن إعلان نتنياهو تسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، بعد موافقة الحركة على مبادرة الوسطاء، يُظهر إصراره على تعطيل أي اتفاق محتمل.
وأضاف البيان أن نتنياهو تجاهل جهود الوسطاء في انتظار رد تل أبيب على مقترح التهدئة، وأعلن المضي في الخطة التي أُقرت في 8 أغسطس/آب، وسط تحذيرات دولية من تداعياتها الكارثية على سكان القطاع.
واستندت الحركة إلى تصريحات إسرائيلية وأمريكية، قالت إنها تؤكد مسؤولية نتنياهو عن إفشال جهود التهدئة وصفقات تبادل الأسرى.
ولفتت إلى تصريحات المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، التي أشار فيها إلى مماطلة نتنياهو وطرحه شروطاً جديدة كلما اقترب الطرفان من التوصل لاتفاق.
وكشف ميلر، في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، أن نتنياهو أبلغ واشنطن بعزمه مواصلة الحرب "لعقود قادمة"، رغم تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، أنتوني بلينكن، من غياب خطة واضحة لمستقبل غزة.
وأكد ميلر كذلك تقارير تفيد بأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عطّلا خمس محاولات على الأقل لإبرام اتفاق تبادل أسرى مع "حماس".
وجددت الحركة تأكيدها أن الاتفاق على وقف إطلاق النار هو المسار الوحيد لإنهاء ملف الأسرى، محذرة من أن نتنياهو يتحمّل المسؤولية الكاملة عن مصير المحتجزين.
واعتبرت أن نحو 22 شهراً من الحرب أثبتت زيف "الانتصار المطلق" الذي يروّج له نتنياهو وبعض وزرائه، داعية إلى مواصلة الضغوط الرسمية والشعبية لوقف ما وصفته بـ"الإبادة والتجويع" بحق الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" عن استيائها من موقف الحكومة الإسرائيلية، متهمة نتنياهو بابتكار أساليب جديدة لتعطيل صفقة التبادل بدلاً من الدفع بها نحو التنفيذ.
وتقدّر إسرائيل أن عدد أسراها في قطاع غزة يبلغ نحو 50، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 10800 فلسطيني، وسط تقارير حقوقية عن تعرض عدد منهم للتعذيب والإهمال الطبي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و686 شهيداً، و157 ألفاً و951 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 289 فلسطينياً، بينهم 115 طفلاً حتى الأحد.