وقال قاسم، في كلمة متلفزة، إن لبنان بحاجة ماسة لاستعادة سيادته، مشدداً على أن كل أزماته مصدرها "العدو الإسرائيلي والداعم الأمريكي". وأضاف: "من يسعَ لنزع سلاح المقاومة يرد نزع الروح من اللبنانيين، والمقاومة ستظل سداً أمام إسرائيل لمنعها من تحقيق أهدافها والبقاء في لبنان وتحقيق مشروعها التوسعي".
وأشار إلى أن المقاومة "ليست بديلاً عن الجيش بل نصير له"، لافتاً إلى أن "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة" نجحت منذ عام 2006 في ردع إسرائيل طوال 17 عاماً، وتساءل: "ما البديل إذا لم تستمر المقاومة؟ هل هو الاستسلام والتسليم لإسرائيل؟
وانتقد قاسم قرار الحكومة اللبنانية الأخير المتعلق بتجريد المقاومة من سلاحها، واصفاً إياه بأنه "غير ميثاقي" واتُّخذ تحت “إملاءات أمريكية وإسرائيلية”، محذراً من أن الاستمرار فيه يعني التفريط بالسيادة. كما اتهم الولايات المتحدة بالعمل على "تخريب لبنان، وفرض العقوبات، ومنع الإعمار، وتقييد الجيش بالسلاح الداخلي".
وأكد قاسم أن السلاح الذي تحمله المقاومة “هو روح لبنان وشرفه وكرامته ومستقبل أطفاله”، داعياً إلى التوحد بين حزب الله وحركة أمل وحلفائهما في مواجهة الضغوط. ولفت إلى أن "خريطة الطريق" تبدأ بإخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى وبدء الإعمار، ثم التباحث في الاستراتيجية الدفاعية.
وفي 5 أغسطس/آب الجاري، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح بما فيه سلاح الفصائل الفلسطينية و"حزب الله" بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال الشهر الجاري وتنفيذها قبل نهاية 2025، وهي الخطوة التي رفضها الحزب، ملوّحاً بأنها قد تتسبب في "حرب أهلية".
وتأتي الكلمة بعد سويعات من بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعت فيه تل أبيب أنها ستقلص احتلالها لمناطق في جنوب لبنان، في حال اتخاذ بيروت "الخطوات اللازمة" لنزع سلاح "حزب الله".
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان، تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 281 قتيلاً و593 جريحاً، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.