جاء التحذير أمام حشد تجاوز 50 ألف شخص في ميدان تيانانمن، وبحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في ظل غياب ملحوظ لقادة الدول الغربية.
وشهد العرض العسكري استعراضاً لقدرات الصين الدفاعية شمل صواريخ، ودبابات، وطائرات مسيرة، وطائرات حربية حلّقت في تشكيلات متقنة، وانتهى بإطلاق 80 ألف حمامة سلام وبالونات ملونة.
وفي كلمة له، قال شي: "اليوم تواجه البشرية خيار السلام أو الحرب، الحوار أو المواجهة، فوز الجميع أو خسارة الجميع"، مؤكداً وقوف بلاده "بحزم في الجانب الصحيح من التاريخ". كما وصف الحرب العالمية الثانية بأنها محطة مفصلية في "التجديد العظيم للأمة الصينية"، مشيراً إلى أن الصين تحولت بعد الانتصار على الغزو الياباني إلى قوة اقتصادية وجيوسياسية.
وحضر الاحتفال زعماء من أكثر من 20 دولة، وكان لافتا استقبال شي لهم على البساط الأحمر برفقة زوجته بنغ لي يوان. وفي المقابل، تجاهل قادة الدول الغربية الحدث، بينما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عبر منصة "تروث سوشيال"، أن الولايات المتحدة ساعدت الصين في تأمين حريتها من اليابان، وسخر من الاجتماع بقوله: "أرجو أن تبلغوا تحياتي الحارة لبوتين وكيم، وأنتم تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأمريكية".
ورغم النبرة التصعيدية، قلّل ترمب في تصريحات صحفية لاحقة من أهمية العرض، واعتبره غير موجّه ضد واشنطن، مشدداً على "علاقته الجيدة للغاية" مع شي.
في السياق ذاته، رفض المتحدث باسم الحكومة اليابانية التعليق على العرض، مكتفياً بالإشارة إلى أن طوكيو وبكين تسعيان إلى إقامة علاقات بنّاءة.
وفي وقت سابق من الأسبوع نفسه، عرض شي جين بينغ رؤيته لنظام عالمي جديد خلال قمة أمنية إقليمية، داعيا إلى الوحدة ضد "الهيمنة وسياسة القوة"، في انتقاد غير مباشر للولايات المتحدة.
ويرى محللون أن اللقاء بين شي وبوتين وكيم قد يكون مقدمة لتوثيق التعاون الدفاعي بين الدول الثلاث، خصوصاً بعد توقيع اتفاق عسكري بين موسكو وبيونغ يانغ في يونيو/حزيران 2024، واحتمال التوصل إلى تحالف مماثل بين بكين وبيونغ يانغ، وهي تطورات قد تُعيد تشكيل التوازن العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وسجل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون سابقة تاريخية بحضوره هذا الحدث، ليكون أول زعيم من كوريا الشمالية يشارك في عرض عسكري صيني منذ أكثر من ستة عقود. ورافقته ابنته جو آي، التي تُشير تقارير الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى احتمال كونها خليفته، رغم عدم ظهورها إلى جانبه خلال العرض.