وأكدت البيانات الصادرة عن قطر والسعودية والكويت ومصر، إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وحركة حماس، أن استهداف الصحفيين والعاملين في المجالين الطبي والإغاثي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لوقف "جرائم الإبادة الجماعية" بحق الشعب الفلسطيني.
وشددت وزارة الخارجية القطرية على أن قصف الاحتلال لمجمع ناصر الطبي "حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الشنيعة ضد المدنيين العزل"، مؤكدة أن استهداف الصحفيين والعاملين الإنسانيين يتطلب "تحركاً عاجلاً لتوفير الحماية للمدنيين ومحاسبة مرتكبي هذه الفظائع".
من جانبها، أكدت الخارجية السعودية إدانتها "لاستهداف الطواقم الطبية والإغاثية والإعلامية في مجمع ناصر"، مشددة على "رفض الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي" ومطالبة المجتمع الدولي بـ"وضع حد لهذه الجرائم وتوفير الحماية للعاملين بالمجالات الإنسانية والإعلامية".
الكويت وصفت الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني"، محذرة من استمرار الجرائم الإسرائيلية دون رادع. ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهم "لوقف الإبادة الجماعية وضمان عدم إفلات الاحتلال من العقاب".
بدورها أدانت الخارجية المصرية استهداف مجمع ناصر الطبي، مؤكدة أنه "حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي الإنساني". واستنكرت "تعمد استهداف الصحفيين والعاملين في المجال الطبي"، مطالبة مجلس الأمن بوقف الحرب على غزة بشكل فاعل.
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي أكد أن ما جرى "جريمة تمثل تحدياً صارخاً للشرعية الدولية"، مجدداً مطالبة المجتمع الدولي "بتحرك فوري وحازم لوقف الاعتداءات وتوفير الحماية الدولية للطواقم الإنسانية والإعلامية".
ووصف الأمين العام أحمد لجامعة الدول العربية أبو الغيط ما جرى بأنه "مجزرة وجريمة مكتملة الأركان"، مشيراً إلى سقوط صحفيين ضمن الضحايا، ومعتبراً أن ما يحدث في غزة "يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
فيما أكدت حركة حماس أن قصف مجمع ناصر واستهداف الصحفيين والأطباء ورجال الدفاع المدني "إمعان في حرب الإبادة المستمرة منذ 23 شهراً"، داعية الأمم المتحدة والأطراف الدولية إلى "التحرك الفوري لوقف جريمة العصر وإنقاذ الفلسطينيين".
وفي سياق متصل، نعى معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس الصحفي الشهيد أحمد أبو عزيز، أحد خريجيه وباحث في برنامج الدكتوراه، الذي استشهد خلال تغطيته داخل مستشفى ناصر، إلى جانب 4 صحفيين آخرين، وندد بـ"الاستهداف الممنهج للصحفيين في فلسطين"، معتبراً أن ما يجري هو محاولة لإسكات الحقيقة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 246 صحفياً، بينهم 6 خلال الساعات الأخيرة فقط، 5 منهم في مجزرة مستشفى ناصر، فيما استشهد السادس في قصف استهدف منطقة المواصي بخان يونس.
ومنذ بدء الحرب على غزة، يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف القطاعات الحيوية والعاملين الإنسانيين، من أطباء وصحفيين ورجال دفاع مدني، رغم المناشدات الدولية والأوروبية بتحييدهم عن العمليات العسكرية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفاً و744 شهيداً، و158 ألفاً و259 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلاً.