جاء ذلك في بيان للمكتب تعقيباً على إعلان المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي"، حالة المجاعة بشكل رسمي في مدينة غزة.
ووفق البيان، فإنّ الفلسطينيين البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بينهم 1.2 مليون طفل، دخلوا فعلياً المرحلة الخامسة من المجاعة، وهي المرحلة الأشد من الجوع، وذلك نتيجة استمرار الإغلاق الإسرائيلي للمعابر ومنع إدخال الكميات المطلوبة لهذا العدد الكبير من المواطنين.
ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، سمحت إسرائيل تحت ضغط دولي وإعلامي بدخول عشرات فقط من شاحنات المساعدات، تغطي ما بين 14 و15 بالمئة من احتياجات المواطنين، ما ترك الغالبية العظمى بلا غذاء كافٍ.
وتتعرض معظم الشاحنات الواصلة إلى غزة لعمليات نهب وسرقة تنظمها عصابات محلية يقول المكتب الإعلامي الحكومي إنها تعمل تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلا تصل بذلك إلى المحتاجين والمجوَّعين، بل تطرح موادها للبيع في الأسواق السوداء بأسعار مرتفعة.
وذكر المكتب أنّ "ازدواجية الرواية الإسرائيلية تكشف الحقيقة"، موضحاً أنّ "الاحتلال سبق أن نفى وجود مجاعة في غزة، قبل أن يقر بها عبر مكتب تنسيق الأعمال التابع للجيش، الذي تحدث عن بدء إدخال شاحنات مساعدات ووافق على عمليات الإنزال الجوي"، وهو ما عدَّه المكتب "اعترافاً ضمنياً بوجود الأزمة".
ومؤخراً، حذَّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن "ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة".
وشدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على أن الآليات الاستثنائية مثل الإنزال الجوي "لا تستخدم إلا في الحالات الطارئة المنقذة للحياة"، ما يمثل في حد ذاته "إقراراً بوجود أزمة غذائية كارثية"، مشيراً إلى أنّ أرقام الشاحنات التي تعلنها إسرائيل "دليل إدانة".
وتابع: "مكتب تنسيق الأعمال الإسرائيلي قال إنه أدخل 10 آلاف شاحنة منذ مايو/أيار حتى اليوم، بمعدل 90 شاحنة يومياً، أي نحو 15 بالمئة فقط من الحد الأدنى المطلوب لتلبية الاحتياجات الأساسية المقدرة بنحو 600 شاحنة".
وطالب المكتب الحكومي بـ"الضغط الفوري على إسرائيل لرفع حصارها عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية ومنتظمة ودون عوائق، وفق ما حددته المنظمات الدولية والأممية، التي تتراوح بين 550 و600 شاحنة يومياً كحد أدنى"، داعياً إلى "ضمان حماية قوافل الإغاثة والعاملين عليها، ومنع أي تدخلات أو عمليات نهب منظمة".
ووفق معطيات تقرير "آي بي سي"، فإن "514 ألف إنسان في غزة يعيشون حالة مجاعة فعلية، مع توقع ارتفاع العدد إلى 641 ألفاً بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، وامتداد نطاقها أكثر مما هو عليه الآن".
والجمعة، أعلنت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "حالة المجاعة في مدينة غزة"، وتوقعت امتدادها إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل. وسارعت إسرائيل إلى مهاجمة التقرير رغم اعتماده على معطيات وحقائق، زاعمةً أنه استند إلى شهادات "هاتفية".
و"آي بي سي" مبادرة دولية لتحليل أوضاع الأمن الغذائي والتغذية، تضم 21 منظمة بارزة، بينها منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمات الأمم المتحدة للأطفال "يونيسف"، والصحة العالمية، وأوكسفام، وأنقذوا الأطفال.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو تتحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جداً "لا تعد نقطة في محيط"، وفق تقارير أممية ودولية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و263 شهيداً، و157 ألفاً و365 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.