ونشر الموقع المعطيات بمناسبة مرور 700 يوم على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، بينما تتكتم تل أبيب على الحصيلة الحقيقية لخسائرها البشرية، وتفرض رقابة مشددة على النشر، ما يرشح الأعداد المعلنة للارتفاع.
وقال الموقع، إن 1923 إسرائيلياً قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 900 عسكري، مشيراً إلى أن 456 عسكرياً منهم قتلوا خلال المعارك البرية في قطاع غزة.
وبشأن الحصيلة المعلنة للجرحى، قال "واللا"، إن 29 ألفاً و485 إسرائيلياً أصيبوا، بينهم 6218 عسكرياً.
كما أجبر أكثر من 143 ألف إسرائيلي على مغادرة المستوطنات المحاذية لغزة، والحدود الشمالية مع لبنان نتيجة الاشتباكات مع "حزب الله"، قبل أن تتحول إلى حرب واسعة في سبتمبر/أيلول 2024، وصولاً إلى اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الذي بعده.
موقع "واللا" قال إنه جرى إطلاق أكثر من 37 ألفاً و500 صاروخ وقذيفة على إسرائيل، من غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران.
وأضاف: "أصبحت قضية المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة) رمزاً مأساوياً للحرب ومحط ضغط شعبي وسياسي، حيث يوجد 48 مختطفاً، يقدر بأن أقل من 20 منهم على قيد الحياة".
"حرب بقاء لنتنياهو"
في السياق، حمل مسؤولون إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن استمرار الحرب، وقال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، إن نتنياهو غير متعاطف مع الأسرى في قطاع غزة، ويركز اهتمامه فقط على بقائه السياسي.
وأضاف هارئيل في مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" العبرية: "يركز نتنياهو اهتمامه فقط على البقاء السياسي: كيف يُمكنه البقاء في السلطة وخارج السجن".
وتابع: "لطالما اقتنع الذين يعملون من كثب مع نتنياهو، بأنه فقد كل حس بمحنة الرهائن وعائلاتهم".
وفيما يتعلق باحتلال مدينة غزة، قال هارئيل: "ليس من المؤكد أنه سيتطور إلى حملة مُستدامة وطويلة الأمد تُتوّج بالاستيلاء على المدينة وهزيمة حماس، كما تأمل قاعدته (نتنياهو) السياسية في الوقت الحالي".
من جانبه، قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" يوسي كوهين، إن نتنياهو مسؤول عن كل شيء قبل وفي أثناء وبعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال كوهين الذي ترأس "الموساد" بين 2016 و2021، ويتردد اسمه حالياً كأحد المرشحين لخلافة نتنياهو، في مقابلة أجرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "لم أتحدث إلى نتنياهو منذ عام ونصف، إنه مسؤول عن كل ما حدث في 7 أكتوبر 2023".
بدوره، جدد زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان، الجمعة، الدعوة لإعادة المحتجزين من غزة ووقف الحرب التي أشار إلى أنها باتت تخدم بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه.
وقال غولان بتدوينة على منصة شركة "إكس": "أصبحت الحرب حرب بقاء لنتنياهو، بدلاً من إعادة المخطوفين (الأسرى) وأمن إسرائيل".
وأردف غولان بأن حكومة نتنياهو "تحاول الادعاء بأن هذه حرب نفسية، لكن بقاء غاي جلبوع دلال على قيد الحياة يُفجع القلب ويُبرز الحاجة المُلِحّة لإعادة الجميع"، وفق تعبيره.
واعتبر مسؤولون إسرائيليون الهجوم بأنه أكبر إخفاق أمني وعسكري واستخباري وسياسي لتل أبيب، وطالبوا نتنياهو بتحمل مسؤوليته إزاء الإخفاق في صد الهجوم.
وأعلن أكثر من مسؤول عسكري وأمني وسياسي إسرائيلي مسؤوليتهم عن الإخفاق في صد هجوم "حماس"، لكن نتنياهو يرفض ذلك حتى اليوم، ويصر على مواصلة الإبادة في غزة.
ولا تلوح بالأفق انتخابات في إسرائيل لرفض نتنياهو إجراءها، وكانت الحكومة الحالية تشكلت نهاية عام 2022، وبموجب القانون فإن فترة ولايتها تستمر حتى نهاية عام 2026، ما لم تجرِ انتخابات مبكرة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفاً و231 شهيداً، و161 ألفاً و583 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينياً، بينهم 131 طفلاً.