في هذا الصدد، قالت الدكتورة شهد حموري، من جامعة كِنت البريطانية: "نعيش في زمن تمر فيه السفن المحمّلة بأحدث الأسلحة بحرِّية، فيما تُستهدف السفن التي تنقل مساعدات إنسانية عاجلة لشعب يتضور جوعاً. إسرائيل مستعدة لقصف السفن الإنسانية في سبيل الحفاظ على سياستها باستخدام التجويع وسيلةَ حرب ضد الفلسطينيين".
من جانبها، نشرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، أنها تلقت نداء استغاثة من ركاب السفينة، وأضافت: "أدعو الدول المعنية، بما فيها السلطات البحرية المختصة، إلى تقديم الدعم اللازم للسفينة وطاقمها. أثق بأن الجهات المختصة ستتحرك لتقصي الحقائق واتخاذ الإجراءات المناسبة".
أما البروفيسور إيتمار مان، من جامعة حيفا، فرأى أن الهجوم -إن ثبت أنه من تنفيذ إسرائيل- يمثل انتهاكاً واضحاً للحق في الحياة وجريمة حرب، وأضاف: "الواقعة حدثت في المياه الدولية قرب مالطا، ما يستدعي تحقيقاً عاجلاً ومحاسبة. ويجب على سلطات السلامة البحرية إعادة النظر في علاقتها مع إسرائيل بعد انتهاكها حرية الملاحة وتعريضها سلامة المجتمع البحري للخطر".
من جهتها، قالت البروفيسورة نورة عريقات، من جامعة روتغرز الأمريكية: "في ظل تقاعس الدول، تملأ منظمات المجتمع المدني هذا الفراغ. 18 ناشطاً على متن سفينة مساعدات متجهة إلى غزة، التي لم تدخلها أي إمدادات غذائية منذ 60 يوماً، تعرضوا لهجوم بالطائرات المسيّرة. يجب إنقاذهم فوراً واستكمال مهمتهم الإنسانية".
أما الدكتور لويجي دانيال، من كلية نوتنغهام للقانون، فكتب: "جريمة ضمن جريمة ضمن جريمة. استهداف سفينة سلمية في المياه الدولية هو جريمة لحماية جريمة حرب (التجويع)، لتسهيل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".
كما أدانت سوزان عدلي، رئيسة نقابة المحامين الوطنيين في الولايات المتحدة، الهجوم بشدة، معتبرة أن السفينة تمثل "تضامن المجتمع المدني العالمي مع الشعب الفلسطيني".
وقالت: "ما حدث خرق سافر للقانون الدولي ويجب التحقيق فيه ومحاسبة المسؤولين. على المجتمع الدولي التحرك لضمان حماية الأسطول وإتمام مهمته الإنسانية وسط عجز الحكومات والمؤسسات الدولية".
يُذكر أن الهجوم الذي تعرضت له السفينة ليلة الخميس-الجمعة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بشكل رسمي حتى الآن، فيما امتنعت إسرائيل عن التعليق، رغم تصدر الحادثة عناوين الإعلام العبري.
كانت سفينة المساعدات التابعة لتحالف أسطول الحرية، التي جرى إعدادها بمشاركة مبادرات وحملات دولية من مختلف أنحاء العالم لوقف الهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، قد تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة عند الساعة (00:23) بتوقيت مالطا (+2 ت غ)، في ظل إجراءات أمنية سرية اتُّخذت لمواجهة المخاطر المحتملة.
وقد أدى الهجوم إلى ثقب في هيكل السفينة واندلاع حريق في مقدمتها، حسبما أفادت به مصادر التحالف.