وقال غانتس خلال مؤتمر صحفي: "اليوم يمكن التقدم نحو صفقة تُعيد جميع الأسرى وتُنهي الحرب، لذلك أدعو نتنياهو ولابيد وليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة تكون فداءً للأسرى"، مضيفاً أن مقترحه "يتضمن أن تكون الحكومة مؤقتة لمدة ستة أشهر فقط، على أن تُجرَى بعدها انتخابات عامة".
واقترح غانتس أيضاً أن تكون الحكومة "بلا متطرفين"، مشيراً إلى أنه يتوقع هجوماً سياسياً ضده بعد هذه التصريحات، قائلاً: "أعرف أن مصانع السموم ستبدأ العمل فوراً، سيقولون إنني أريد إنقاذ نتنياهو، لكن هذا غير صحيح، ما أريده هو إنقاذ الأسرى، ولن أسمح بأن تخسر إسرائيل".
وخاطب غانتس أحزاب المعارضة قائلاً: "أصدقائي في المعارضة، ادخلوا إلى الحكومة، وإذا رفض نتنياهو، فسنعرف أننا فعلنا كل ما في وسعنا".
وردّاً على دعوة غانتس إلى تشكيل حكومة وحدة "بلا متطرفين"، قال بن غفير في منشور عبر منصة إكس: "رأينا الفارق بين الكابينت (المجلس الأمني الوزاري المصغر) مع غانتس ومن دونه، في إيران ولبنان وسوريا وفي رفح".
وتابع: "ناخبو اليمين اختاروا سياسة يمينية، لا سياسة غانتس، لا حكومة وسط، لا صفقات استسلام مع حماس، نعم للنصر الكامل"، على حد قوله.
في غضون ذلك لاحق محتجون إسرائيليون بن غفير لدى توجهه إلى معبد يهودي، حاملين صور الأسرى الإسرائيليين في غزة مردّدين هتافات بينها "أنت أفشلت الصفقة أيها المجرم الإرهابي"، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن متظاهرين "وصلوا إلى معبد كفار ملال (بين مدينتَي كفار سابا وهود هشارون)، حيث يقضي وزير الأمن القومي مع عائلته عطلة نهاية هذا الأسبوع، وبدؤوا يهتفون ضده، رافعين صور المختطفين (الأسرى بغزة)".
وواجه المتظاهرون بن غفير زعيم حزب "عوتسما هيوديت" (القوة اليهودية)، وأطلقوا نحوه هتافات حادة وهم يرفعون صور الأسرى أمامه، بينها "انظر إلى وجوههم، أنت كاهاني، ومجرم وإرهابي، لقد نسفت الصفقة، أنت خطأ تاريخي".
و"كاهاني" كلمة منسوبة إلى مائير كاهانا مؤسس حركة "كاخ" العنصرية المتطرفة المصنفة "إرهابية" في إسرائيل، الذي يُعتبر بن غفير تلميذاً له.
ويهدّد بن غفير ووزراء آخرون متطرفون، بينهم وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش، والاستيطان أوريت ستروك، بالانسحاب من الحكومة حال إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وكان بن غفير محاطا بحراس الأمن وضباط من شرطة حرس الحدود، فيما واصل المتظاهرون الهتاف نحوه: "أنت عار على الشعب اليهودي".
وأضافت الصحيفة: "لم يترك الوزير الأمر بلا ردّ، فقد أشار إلى ابنه شوفال الذي يخدم في وحدة ياهالوم (هندسة قتالية بالجيش)، وقال له (في إشارة إلى المتظاهرين): هؤلاء متهربون من الخدمة العسكرية". بعد ذلك، قال بن غفير للمتظاهرين وهو يشير مرة أخرى إلى ابنه: "هو يحميكم"، رغم أنه لم يقاتل في غزة.
وصباح السبت تظاهر إسرائيليون بعضهم من عائلات الأسرى، أمام منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب، وكذلك أمام منزل وزيرة المواصلات ميري ريغيف في مدينة روش هاعين، للمطالبة بصفقة فورية لتبادل الأسرى.
يأتي ذلك وسط تصاعد ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين للمضيّ في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، فيما أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخميس ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضي بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.
ويُظهِر تصريح نتنياهو رغبته في صفقة بشروط جديدة، في وقت ينتظر فيه الوسطاء ردّاً رسميّاً منه على مقترح أمريكي أعلنت حماس موافقتها عليه مؤخراً، وتطابق في معظمه مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقاً.
وتقدّر إسرائيل أن لدى حماس 50 أسيراً بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعريضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
وبحسب القناة 12 العبرية الخاصة، فإن المقترح المطروح يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً يُنفَّذ خلالها تبادل 10 أسرى أحياء و18 جثماناً إسرائيليّاً مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب بحث ترتيبات تهدئة دائمة منذ اليوم الأول.
رغم ذلك تمضي تل أبيب بخطة عسكرية لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، تبدأ بمدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، قبل تطويقها وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء، ثم التوجه إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة خلّفَت 62 ألفاً و263 شهيداً، و157 ألفاً و365 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصاً بينهم 112 طفلاً.