وأفاد المكتب في بيان بأن قوات الاحتلال قتلت ثلاثة مدنيين مجوّعين وأصابت 35 آخرين قرب مراكز التوزيع في رفح جنوب القطاع، في استمرار لسياسة التجويع والاستهداف الممنهج للمدنيين التي تستمر منذ 93 يوماً.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023 إلى "54470 شهيداً و124693 مصاباً"، بينهم "4201 شهيد و12652 مصاباً" منذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس الماضي.
كما أكد مصدر طبي استشهاد 3 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال في أثناء توجُّههم لاستلام المساعدات بنظام جديد تديره تل أبيب وواشنطن قرب مركز التوزيع غرب رفح، إضافة إلى إصابة عشرات الفلسطينيين. وأوضح المصدر أن فلسطينياً تُوفي الأحد متأثراً بجراح أصيب بها عند توجهه لاستلام المساعدات.
في الوقت نفسه، كثف جيش الاحتلال خلال ساعات الليل القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة في القطاع، خصوصاً بمحافظة الشمال وشرق مدينة غزة، وواصل عمليات نسف للمباني السكنية شرق المدينة ومحافظة الشمال وشرق خان يونس. وأفاد شهود عيان بأن طائرات الاحتلال دمرت مسجد الأنصار في دير البلح بعد قصفه بثلاثة صواريخ.
وأفاد مصدر طبي لوكالة الأناضول باستشهاد 9 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة البرش في جباليا شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين قرب دوار أبو شرخ بمحافظة الشمال.
ووسط القطاع، قال المصدر إنّ فلسطينياً استُشهد وأًصيب آخران بجراح خطيرة بقصف إسرائيلي استهدف مركبة تتبع لبلدية البريج، فيما قال شهود عيان إنّ الشهيد أحد موظفي البلدية؛ فيما لم يصدر تعقيب فوري عنها. كما أصيب صيادان برصاص إسرائيلي خلال عملهما على شاطئ بحر مدينة غزة، وفق ذات المصدر.
تحذيرات أممية من خطورة نظام توزيع المساعدات
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن آلية توزيع المساعدات الأمريكية المدعومة من إسرائيل لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة. وطالبت الوكالة بتمكينها من إيصال المساعدات بأمان للفلسطينيين الذين يعانون من مجاعة متفاقمة منذ مارس/آذار الماضي.
وقال مدير شؤون الأونروا، سام روز، في بيان إن الأمم المتحدة أظهرت خلال فترات وقف إطلاق النار القدرة على إيصال المساعدات بشكل آمن وعلى نطاق واسع، مشدداً على أن الطرق الحالية لا تلبي حاجات المرضى وكبار السن والجرحى. وأضاف أن الأونروا تدير أكبر عملية توزيع غذاء مستمرة في العالم، والإمدادات جاهزة، إلا أن الحاجة الملحة تكمن في الوصول المباشر إلى من هم بحاجة إليها لتجنب ضياع مزيد من الأرواح.
وتتهم الأمم المتحدة إسرائيل بتعمد دفع الفلسطينيين نحو المجاعة عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، خصوصاً المواد الغذائية، في إطار سياسة تمهيدية لتهجير قسري. يأتي ذلك في ظل استشهاد الطفل محمد حسين عقيلان الذي قضى صباح اليوم متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف الاحتلال لمنزل عائلته في دير البلح، الأمر الذي أدى إلى إبادة كامل عائلته.
من جانبها، وصفت منظمة أطباء بلا حدود نظام توزيع المساعدات الأمريكية بقطاع غزة المدعوم من إسرائيل بأنه "خطير" ويفتقر إلى المعايير "الإنسانية والفاعلية" إلى حد بعيد.
وقالت منسقة شؤون الطوارئ، كلير مانيرا، في بيان نشرته المنظمة الأحد إن قتل عشرات الفلسطينيين وإصابة مئات وهم ينتظرون حصولهم على الطعام من مراكز التوزيع "يٌظهر خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات وافتقاره إلى الإنسانية والفاعلية إلى حد بعيد".
ولفتت مانيرا إلى أن نظام التوزيع الحالي "أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بما كان من الممكن تفاديه". وأضافت: "لا بدّ من أن تُقدَّم المساعدات الإنسانية حصرياً عبر منظمات إنسانية تمتلك الكفاءة والإرادة لتقديمها بشكل آمن وفعّال".
وبدأت إسرائيل منذ 27 مايو/أيار تنفيذ مخطط توزيع مساعدات إنسانية عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، في مناطق عازلة جنوب القطاع. ورغم ذلك، توقف التوزيع عدة مرات بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين وإطلاق النار عليهم، ما أسفر عن شهداء وجرحى، وتحولت هذه المواقع إلى "مصايد للقتل الجماعي" وفق بيانات المكتب الإعلامي ووزارة الصحة بغزة.
تدمير مركز غسل الكلى الوحيد
في سياق متصل، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مركز غسل الكلى الوحيد الذي يقدم خدماته لمحافظتي غزة وشمال القطاع، بعدما أخرج الأسبوعين الماضيين 3 مستشفيات كانت تعمل بشكل جزئي بمحافظة الشمال عن الخدمة.
وقالت وزارة الصحة بغزة في بيان نشرته مساء الأحد إن الجيش الإسرائيلي "نسف مركز نورة الكعبي لغسل الكلى في شمال قطاع غزة". وأضافت الوزارة أن تدمير المركز يضع الحالة الصحية لمرضى الكلى في شمال غزة "أمام كارثة لا يمكن توقع نتائجها".
وأوضحت أن 41% من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال حرب الإبادة "جراء حرمانهم من الوصول إلى مراكز الغسل وبعد تدمير المراكز والأقسام المخصصة لهم ". وأكدت أن جيش الاحتلال يعمل "وفق منهجية خطيرة لإفراغ شمال القطاع من المستشفيات ومراكز الرعاية التخصصية".
بدوره، قال مدير عام الوزارة منير البرش، في بيان على تليغرام، إن الجيش الإسرائيلي دمر مركز نورة الكعبي لغسل الكلى، والموجود في المستشفى الإندونيسي، وذلك بعد أن جرى ترميمه وإعادة افتتاحه قبل أسابيع.
وذكر أن هذا المركز هو الوحيد الموجود في محافظتي غزة والشمال ويقدم خدماته لأكثر من 160 مريضاً بالفشل الكلوي. وأشار إلى أن هذا المركز كان يعمل "وسط صعوبات نقص الوقود واللوازم الطبية" قبل أن يُدمره بالكامل.
وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر آليات إسرائيلية ثقيلة تهدم المركز الذي يحيط به دمار هائل.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أفادت مصادر طبية بأن الجيش الإسرائيلي أخرج قسراً مستشفيات العودة والإندونيسي وكمال عدوان عن الخدمة، نتيجة الاستهداف المباشر والحصار المتواصل. ونهاية مايو/أيار الماضي، قالت وزارة الصحة بغزة إن 22 مستشفى من أصل 38 بالقطاع خرجت عن الخدمة بفعل الاستهدافات الإسرائيلية، وسط انهيار شبه كامل في النظام الصحي.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين.