رفضت الحكومة البريطانية الخميس كشف معلومات طلبها حزب العمال بشأن تعيين رجل الأعمال روسي الأصل يفغيني ليبيديف في مجلس اللوردات بالبرلمان في 2020، مؤكدة "ضرورة حماية الأمن القومي".
وقد أحيا الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا تساؤلات حول تعيين يفغيني ليبيديف نجل الملياردير الروسي والعميل السابق لجهاز الاستخبارات السوفياتية ألكسندر ليبيديف بلقب لورد مدى الحياة بالمجلس في 2020.
وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" في مارس/آذار الماضي أن بوريس جونسون صديق ليبيديف منذ 2008، تجاهل مخاوف عبَّر عنها جهاز الاستخبارات الخارجية.
ومن جهته أكد يفغيني ليبيديف الذي يحمل الجنسية البريطانية أنه لا يمثل أي تهديد لأمن المملكة المتحدة وشدد على تغطية الهجوم العسكري الروسي من قبل صحيفته المسائية "إيفينينغ ستاندارد" التي دعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي لسحب قواته.
وفي بيان شدد سكرتير الدولة مايكل إيليس على الضرورات الأمنية وأهمية الحفاظ على "النزاهة" في مثل هذه التعيينات لتبرير رفض نشر المعلومات المطلوبة.
ورأت نائبة رئيس حزب العمال أنجيلا راينر في ذلك "عملية التستر"، وأدانت عدم إصدار الحكومة سوى وثائق "جرى تنقيحها بشكل واسع" من دون أي معلومات.
ويتزامن رفض الحكومة نشر المعلومات مع صدور مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" يشير إلى أنه يشتبه بأن أحد أكبر المتبرعين لحزب المحافظين أرسل مئات آلاف الجنيهات إلى التشكيل السياسي من حساب روسي.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن هبة بقيمة أكثر من 630 ألف دولار قدمت في أوائل 2018 باسم إيهود شيليغ وهو ثري يعمل في تجارة القطع الفنية في لندن عُيِّن في وقت لاحق أميناً لصندوق حزب المحافظين.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن الوثائق تشير إلى أن الأموال جاءت من الحساب الروسي لسيرغي كوبيتوف والد زوجة شيليغ الذي كان عضواً في الحكومة السابقة الموالية لروسيا في أوكرانيا.
وأكد توماس رودكين محامي شيليغ للصحيفة أن ملايين الدولارات التي تلقاها موكله وزوجته كانت "منفصلة تماماً" عن الهبة التي قدمت للحزب.
ورداً على سؤال في هذا الشأن أكد بوريس جونسون أن "جميع" التبرعات لحزب المحافظين "مسجلة بشكل طبيعي"، وأضاف: "إذا تبرعت لحزب سياسي في هذا البلد فيجب أن تكون من المملكة المتحدة".
والتبرعات للأحزاب السياسية محددة بـ500 جنيه إسترليني للمواطنين الأجانب الذين لا يمكنهم التصويت في المملكة المتحدة.