ونفلت وكالة رويترز عن سانتشيز أنه أعلن عن تسعة إجراءات تهدف لوقف "الإبادة في غزة"، مضيفاً أن الحكومة ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد إسرائيل.
وأضاف أن الحكومة الإسبانية ستزيد مساعداتها للسلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وستفرض حظراً على السلع المصنعة في مستوطنات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في سياق متصل، أوضحت مصادر لموقع "إل باييس" الإسباني أن الحظر سيشمل جميع الصفقات المباشرة وغير المباشرة مع أي جهة إسرائيلية، سواء كانت عامة أو خاصة، بالإضافة إلى احتمال إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه شخصيات غير مرغوب فيها في إسبانيا.
وكانت الحكومة الإسبانية، برئاسة بيدرو سانشيز، قد تعهدت سابقاً بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل عقب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن توسع التزامها العام الماضي ليشمل وقف شراء الأسلحة من إسرائيل. وفي الأشهر الأخيرة، ألغت إسبانيا عدة صفقات بارزة مع شركات إسرائيلية.
وتعمل حالياً تحالفات سياسية يسارية، أبرزها تحالف "سومار"، على دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات أشد، تشمل قطع العلاقات التجارية كافة مع ما وصفوه بـ"النظام الإجرامي لنتنياهو"، وطلب إعلان نتنياهو ووزراء دفاع ومالية وأمن إسرائيليين آخرين شخصيات غير مرغوب فيها بسبب ما وصفوه بتحريضهم على "الإبادة الجماعية والتجويع والتطهير العرقي".
كما دعت قيادات سياسية إلى منع دخول السفن التي تحمل أسلحة لإسرائيل إلى المواني الإسبانية.
في سياق متصل، شهدت العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل توتراً متزايداً بعد قرار مدريد الاعتراف بدولة فلسطين في مايو/أيار 2024، بالتزامن مع أيرلندا والنرويج.
على صعيد آخر، تعرض فريق الدراجات الإسرائيلي "إسرائيل-بريميير تيك" في جولة "لا فويتا إسبانيا" إلى احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل الأسبوع الماضي، مما دفع الفريق إلى إزالة اسمه من زي المنافسة والاكتفاء بشعار الفريق، حفاظاً على سلامة قائدي الدراجات.
وتفرض إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي، حصاراً مطبقاً على الفلسطينيين بالقطاع، حيث أغلقت المعابر، ولم تسمح إلا بكميات شحيحة جداً من المساعدات لا تتناسب مع احتياجات القطاع، ووزعتها عبر مؤسسات "مشبوهة" لا تتبع للأمم المتحدة، وأطلقت النار على منتظري المساعدات وأوقعت آلافاً منهم بين قتيل وجريح.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت 64 ألفاً و455 شهيداً، و162 ألفاً و776 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينياً، بينهم 138 طفلاً.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.