وأوضح برّاك، في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيروت، أن إسرائيل ستقدم اقتراحاً مقابلاً عند استلامها للخطة اللبنانية.
وأشار برّاك إلى أن الخطة التي تعدها لبنان لا تتضمن بالضرورة استخدام القوة العسكرية لإقناع حزب الله بنزع سلاحه، مضيفاً أن الجيش اللبناني والحكومة يركزان على إيجاد سبل لإقناع الجماعة بذلك، وليس على شن حرب.
وفي 5 أغسطس/آب الجاري، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح، بما فيه سلاح "حزب الله"، بيد الدولة، وكلف الجيش بوضع خطة لهذا الغرض قبل نهاية الشهر الحالي وتنفيذها قبل نهاية 2025.
وفي وقت سابق الاثنين، ادعت الحكومة الإسرائيلية أنها ستقلص احتلالها لمناطق في جنوب لبنان، في حال اتخاذ بيروت "الخطوات اللازمة" لنزع سلاح "حزب الله".
ومراراً أكد "حزب الله" تمسكه بسلاحه ما دام مستمراً احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية، ورفض قرار مجلس الوزراء بشأن حصر السلاح، ملوحاً بأنه قد يتسبب في "حرب أهلية".
وفي سياق متصل، أعلن توماس برّاك، خلال زيارته بيروت، أن الولايات المتحدة ستوافق على تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لمدة عام، رغم معارضة سابقة من واشنطن وتل أبيب لهذه الخطوة.
وأشار برّاك في المؤتمر الصحفي إلى أن مهمة القوة التي تنتهي في 31 أغسطس/آب ستتمدّد لعام إضافي، مشيراً إلى أن تكلفة يونيفيل تتجاوز مليار دولار سنوياً.
وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وبموجب القرار، قرر المجلس اتخاذ خطوات لضمان السلام، منها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني في أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، الأسبوع الماضي، إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بعث قبل أيام برسالة إلى نظيره الأمريكي ماركو روبيو طالبه فيها بإنهاء عمل القوة الأممية "اليونيفيل"، وزعم ساعر أن اليونيفيل دأبت في "تقاريرها إلى مجلس الأمن على تقديم صورة غير صحيحة عن الواقع"، وفق المصدر ذاته.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في لبنان وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 282 قتيلاً و604 جرحى، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.