وأكد المكتب في بيان الاثنين، تسجيل وفيات بسبب الجوع، من بينها حالات لأطفال، في ظل استمرار الأعمال العدائية والقيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية، وشدد على أن الجوع الشديد والانهيار الكامل للخدمات الأساسية في القطاع باتا يهددان حياة السكان، والبالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال.
من جانبه، أورد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف، أن الحيلولة دون استمرار هذه الوفيات تتطلب إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وواسع النطاق عبر جميع المعابر والطرق الممكنة.
وأعرب دوجاريك عن قلق الأمم المتحدة من إعلان السلطات الإسرائيلية نيتها توسيع عملياتها العسكرية داخل مدينة غزة، محذراً من أن ذلك سيؤدي إلى موجات نزوح جديدة باتجاه مناطق مكتظة ومحرومة من أبسط مقومات الحياة، كالغذاء والمياه والخدمات الطبية.
في سياق متصل، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الثلاثاء، إن عام 2024 شهد مقتل عدد قياسي من عمال الإغاثة بلغ 383 شخصاً، قرابة نصفهم في غزة، وأضاف في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، أن هذا الرقم يمثل تحذيراً صارخاً بشأن تدهور حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين في مناطق النزاع.
وأشار فليتشر إلى أن معظم الضحايا من عمال الإغاثة كانوا من الكوادر الوطنية، الذين قتلوا أثناء أداء عملهم أو في منازلهم، ودعا إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، مؤكدًا أن "استمرار الهجمات بهذا الحجم دون مساءلة يُعد إدانة مخزية لصمت المجتمع الدولي وتقاعسه".
وفي 8 أغسطس/آب الجاري أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة، وفي 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وفق شهود عيان للأناضول.
والجمعة، قالت هيئة البث، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتسريع "العملية العسكرية"، التي تهدف لاحتلال مدينة غزة، كما أعلن جيش الاحتلال في اليوم ذاته بدء عمل "الفرقة 99" خلال الأيام الأخيرة في حي الزيتون.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل خلالها بدعم أمريكي إبادة جماعية تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و4 شهداء، و156 ألفاً و230 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 263 شخصاً، بينهم 112 طفل.