ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف عن اسمه، أن تل أبيب ترفض السماح بعقد هذا اللقاء، قائلاً: "السلطة الفلسطينية لا تزال حتى اليوم ترفض إدانة هجوم السابع من أكتوبر"، مضيفاً: "التخطيط لعقد لقاء لوزراء خارجية دول عربية في رام الله يهدف إلى تعزيز إقامة دولة فلسطينية، وهذا أمر مرفوض".
وتابع المسؤول ذاته أن إسرائيل "لن تشارك في أي خطوات من شأنها الإضرار بها أو بأمنها"، زاعماً أن السلطة الفلسطينية تنتهك الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، "ويجب أن تتوقف عن ذلك في كل المستويات".
في المقابل، قال أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات صحفية بأن وفداً يضم وزراء خارجية السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات، كان سيصل إلى رام الله يوم الأحد، موضحاً أن الزيارة كانت مقررة منذ أشهر ضمن أعمال اللجنة الوزارية المنبثقة عن قمة الرياض العربية الإسلامية، لكنها أُجِّلت سابقاً.
وأشار المجدلاني إلى أن الوفد، الذي يترأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، كان يحمل رسالة دعم سياسية من الدول العربية والإسلامية للقيادة الفلسطينية، ويهدف إلى إظهار موقف رافض للانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، وممارسات التطهير العرقي في الضفة الغربية، وخصوصاً في القدس الشرقية.
وكان من المقرر أن يلتقي الوفد الوزاري الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدداً من المسؤولين الفلسطينيين خلال الزيارة.
كما أوضح المجدلاني أن هذه الزيارة تأتي أيضاً في سياق التحضير لعقد مؤتمر دولي للسلام، من المزمع عقده خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران المقبل في نيويورك، برعاية سعودية-فرنسية، وبمشاركة دولية واسعة، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية تنهي الاحتلال وتُفضي إلى تنفيذ حل الدولتين.
يأتي هذا في ظل كارثة إنسانية تشهدها غزة، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 2 مارس/آذار فرض حصار خانق بإغلاق جميع المعابر، ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، في وقت تواصل تصعيد حرب الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.