وأوضحت ألبانيزي في تدوينة على "اكس" اليوم الثلاثاء، أن الفترة التي تلت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد الصحفيين الذين قُتلوا خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة.
ولفتت إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية خلال هذا الصراع يفوق بكثير الأعداد المسجلة في عديد من النزاعات الكبرى في التاريخ الحديث.
ووفق ألبانيزي فقد تجاوز عدد القتلى الصحفيين في هذه الفترة ما سجّلته الحرب الأهلية الأمريكية، والحربان العالميتان الأولى والثانية، بالإضافة إلى الحرب الكورية، وحرب فيتنام التي شملت كمبوديا ولاوس.
كما تفوّق هذا الرقم على ما شهدته حروب يوغوسلافيا السابقة خلال التسعينيات والألفينات، بالإضافة إلى الحرب في أفغانستان التي تلت أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
وأمس الاثنين، أطلقت مئات من وسائل الإعلام من 50 دولة، حملة تندد بقتل إسرائيل صحفيين فلسطينيين بقطاع غزة، وتطالب بمعاقبتها على جرائمها.
والأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة القتلى من الصحفيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 247، بعد مقتل الصحفية إسلام عابد بقصف إسرائيلي على مدينة غزة.
وانطلقت الحملة الإعلامية بمبادرة من منظمتي "مراسلون بلا حدود" و"آفاز" (غير حكوميتين)، واللتين وضعتا شريطاً أسود على الصفحة الرئيسية لموقعيهما الإلكترونيين.
ومن بين وسائل الإعلام المشاركة بالحملة: صحف لومانيتيه (فرنسا)، ودي تاغس تسايتونغ (ألمانيا)، ولا ليبر (بلجيكا)، وبوبليكو (البرتغال)، وإندبندنت (بريطانيا)، ولوريان لو جور (لبنان)، وذا إنترسبت (مؤسسة إعلامية استقصائية أمريكية).
ونشرت صحف، بينها لومانيتيه وبوبليكو ولا ليبر، رسالة على خلفية سوداء على صفحاتها الأولى جاء فيها أنه "بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث".
وقالت "مراسلون بلا حدود" في بيان الاثنين: "بفضل منصة Avaaz (آفاز) للحملات ومنظمة مراسلون بلا حدود، تشارك مئات وسائل الإعلام في حملة تدعو إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين في غزة".
وأضافت: "تتكاتف اليوم مئات من وسائل الإعلام في أكثر من 50 دولة للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وتضمّ جهودها إلى مراسلون بلا حدود ومنظمة Avaaz".
وهذه الحملة، وفقاً للمنظمة، "تشمل تغطية كاملة أو جزئية باللون الأسود للصفحات الأولى لوسائل الإعلام المطبوعة، ونشر لافتات على المواقع الإخبارية الإلكترونية، وبث رسائل صوتية عبر الإذاعة ومرئية عبر محطات التليفزيون".
وعادة ما تنفي إسرائيل تعمدها استهداف الصحفيين أو تدعي انتماء بعضهم لحركة حماس.
وتحاول إسرائيل جاهدة نفي تقارير دولية عن جرائم الإبادة التي ترتكبها في غزة، بما فيها تعمد استهداف الصحفيين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الإبادة 63 ألفاً و557 شهيداً، و160 ألفاً و660 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 348 فلسطينياً بينهم 127 طفلاً.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.