تركيا
4 دقيقة قراءة
أمينة أردوغان تبعث برسالة إلى عقيلة الرئيس الأمريكي للتحرك من أجل إنقاذ أطفال غزة من مأساة إنسانية
أرسلت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت، برسالة إلى عقيلة الرئيس الأمريكي، ميلانيا ترمب، حثتها فيها على إظهار نفس الاهتمام بالأزمة الإنسانية في غزة كما فعلت تجاه الحرب في أوكرانيا.
أمينة أردوغان تبعث برسالة إلى عقيلة الرئيس الأمريكي للتحرك من أجل إنقاذ أطفال غزة من مأساة إنسانية
أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي / AA
23 أغسطس 2025

واستهلت رسالتها بأحرّ التحيات والاحترام لميلانيا ترمب، وأشارت إلى أن كلماتها الصادقة وكرم ضيافتها خلال لقائهما في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة، لا تزال حاضرة في ذهنها بعد ست سنوات.

وأكدت السيدة الأولى أمينة أردوغان أنها شعرت بوعيٍ عميقٍ لدى السيدة الأولى ميلانيا ترمب تجاه قضايا عصرنا المُلحّة خلال عشائهما الخاص ونزهةٍ في الحديقة، مشيرةً إلى هذه الحساسية الأخلاقية التي تجلّت مجدداً في الرسالة التي وجهتها السيدة ترمب مؤخراً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت السيدة أردوغان في رسالتها إلى أنّ حساسية ميلانا ترمب تجاه معاناة الأطفال الأيتام في أوكرانيا تمثل مبادرة تمنح الأمل للبشرية، مؤكدة أن هذا الوعي الإنساني يجب أن يمتد أيضاً إلى غزة.

وقالت أمينة أردوغان إن كلمات ميلانيا ترمب قد عبَّرت عن ضمير الإنسانية المشترك، وأنها تُقدّر هذا الموقف تقديراً عميقاً، وأضافت: "كما أشرتم في رسالتكم، فإن حق الأطفال في النمو في بيئة مُحبة وآمنة هو حق عالمي لا جدال فيه. هذا الحق ليس امتيازاً خاصاً بأي منطقة جغرافية أو عرق أو هوية عرقية أو جماعة دينية أو أيديولوجية. إن الوقوف إلى جانب المضطهدين المحرومين من هذا الحق هو، في المقام الأول، الوفاء بمسؤولية جسيمة تجاه عائلتنا البشرية”.

وأضافت: “حساسيتك، وبخاصة بصفتك السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، تجاه الأرواح التي دُمرت، والأسر التي مزقتها الحرب، والأطفال الذين يُتِّموا بسبب الآثار المدمرة للحرب في أوكرانيا، هي مبادرة تُلهم الأمل في قلوب الناس. إن دعوتكم لاستعادة ضحكة الفرح لدى الأطفال الأوكرانيين "الذين أُجبروا على الضحك بهدوء" لها معنى عميق. لديّ ثقة بأن حساسيتك الكبيرة التي أبديتِها تجاه 648 طفلاً أوكرانياً فقدوا أرواحهم في الحرب ستمتد إلى كل مكان. وإلى غزة أيضاً، حيث قُتل في غضون عامين 62 ألف مدني بريء، بما في ذلك 18 ألف طفل، بوحشية”.

كما شددت على المأساة التي يعيشها أطفال غزة، حيث يُستشهد طفل كل 45 دقيقة، ووصف صندوق الأمم المتحدة للأطفال سطح القطاع بأنه "جحيم"، وأرضه "مقبرة للأطفال"، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال استشهدوا دون أن تُعرف أسماؤهم، وأن آخرين يعيشون صدمات نفسية كبيرة، ويفقدون القدرة على الابتسام، ويعانون من آثار الحرب العميقة.

وتابعت في رسالتها: “هل تخيلتم يوماً أن مصطلح (الجندي المجهول)، الذي يُستخدم للإشارة إلى الجنود المجهولين في الحروب، سيُطلق على الأطفال يوماً ما؟ إن عبارة (رضيع مجهول الهوية) المكتوبة على أكفان آلاف من أطفال غزة الذين لم يبق لهم أحد، الذين لا يُمكن حتى تحديد أسمائهم، تُسبب جروحاً لا تندمل في ضميرنا الجماعي. لقد أُصيب هؤلاء الأطفال بانهيار نفسي، ونسوا تماماً كيف يبتسمون، ويبكون في الميكروفونات، قائلين إنهم يتمنون الموت، ويحملون في قلوبهم البريئة إرهاق حربٍ لا طاقة لهم بها. في غزة، يُسجل التاريخ تحول شعر الأطفال الأيتام الصغار إلى الشَّيب من شدة الألم والخوف اللذين لا يوصفان، اللذين يعيشون فيهما باستمرار”.

وأكدت في رسالتها أن أطفال أوكرانيا ليسوا وحدهم من يكتمون ضحكاتهم، بل يستحق أطفال فلسطين أيضاً الفرح والحرية والمستقبل الكريم.

رسالة إلى نتنياهو

ورأت أمينة أردوغان أنه "سيكون من دواعي سرورها البالغ أن ترسل عقيلة الرئيس الأمريكي رسالةً تُعبّر عن دعوتها القوية لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

وقالت: “في هذه الأيام، إذ يشهد العالم صحوة جماعية، وقد أصبح الاعتراف بفلسطين إرادةً عالمية، أعتقد أن دعوتكم من أجل غزة ستسدد مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن هذا الإجراء يمثل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.

ووصفت ما يحدث في فلسطين بأنه أكثر من مجرد إبادة جماعية، بل هو فرض نظام دولي تعسفي، إذ يمكن التقليل من قيمة أي شخص وأي شيء من أجل مصالح وراحة قلة من المتميزين، ودعت إلى توحيد أصواتهم وقوتهم ضد هذا النظام المشوه، إذ تعتبر حياة الأطفال في بعض أجزاء العالم أقل قيمة من غيرها.

وأكدت ضرورة الدفاع عن قواعد القانون الدولي المهترئة وقيمنا الإنسانية المشتركة، والتوحد حول مبدئنا المشترك، وقالت: "عندها فقط يمكننا أن نغذي أمل الجيل القادم، الذي يُدفع يوماً بعد يوم نحو اليأس في مواجهة هذه الوحشية. عندها فقط يمكننا الحديث عن إمكانية إعادة الفرح إلى الأطفال الذين كُتمت ضحكاتهم، وعن سلام مستدام ودائم في جميع أنحاء العالم”.

وتابعت: “بصفتي أمّاً، وامرأة، وإنسانة، أشارككم بعمق المشاعر الواردة في رسالتكم، وآمل أن تمنحوا الأمل نفسه لأطفال غزة، الذين يتوقون أيضاً إلى السلام والهدوء. لقد فات الأوان بالفعل على 18885 رضيعاً وطفلاً من غزة فقدناهم: مثل هند رجب ذات الست سنوات، التي قُتلت بـ335 رصاصة، وريم ذات الثلاث سنوات، التي ودَّعها جدُّها وهو يقبّل عينيها اللتين كانتا في يوم من الأيام مرحتين وذابلتين. ومع ذلك، لا تزال لدينا فرصة للمزيد. أكثر من مليون طفل غزّي نجوا. لقد حان الوقت”.

ودعت في ختام رسالتها إلى توحيد الأصوات والجهود ضد "هذا النظام العالمي المشوّه، الذي يقلل من قيمة حياة الأطفال في بعض أنحاء العالم"، مؤكدة أهمية الدفاع عن القانون الدولي والقيم الإنسانية المشتركة، والعمل على استعادة الأمل والفرح للأطفال في غزة وضمان سلام مستدام وعادل في العالم.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us