أصبحت خوارزمية منصة الفيديوهات القصيرة على الإنترنت تيك توك تحت الأضواء مرة أخرى بعد أن أمرت الولايات المتحدة الشركة الصينية المالكة لها “بايت دانس”، ببيع أصول التطبيق في الولايات المتحدة أو مواجهة لبحظر على مستوى البلاد.
لكن كيف تعمل هذه الخوارزمية ولماذا حظيت باهتمام أكبر من التكنولوجيا المستخدمة من قبل منافسيها مثل إنستغرام من ميتا، ويوتيوب من غوغل وسناب شات.
تعتبر الخوارزميات جوهر عمليات بايت دانس بشكل عام، التي قدّرت قيمة نفسها بنحو 300 مليار دولار بعدما قدمت عرضا في الآونة الأخيرة لإعادة شراء أسهمها، حتى مع إمكانية تعرض التطبيق لحظر وشيك في الولايات المتحدة.
أجرت الصين تغييرات على قوانين تصديرها في عام 2020 تمنحها حقوق الموافقة على أي تصدير للخوارزميات وأكواد المصدر، مما يضيف طبقة من التعقيد لأي جهد لبيع التطبيق.
قبل ظهور تيك توك، كان الكثيرون يعتقدون أن التكنولوجيا التي تربط بين اتصالات المستخدم الاجتماعية هي السر وراء نجاح تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى شعبية فيسبوك وإنستغرام من ميتا.
لكن تيك توك أظهر أن خوارزمية مدفوعة بفهم اهتمامات المستخدم يمكن أن تكون أكثر قوة. بدلاً من بناء خوارزمية على "رسم بياني اجتماعي" مثل ميتا، قال مسؤولون في تيك توك بما في ذلك الرئيس التنفيذي شاو تسي تشيو إن خوارزميتهم قائمة على "إشارات اهتمام".
بينما يمتلك المنافسون خوارزميات مشابهة قائمة على الاهتمام، يمكن لتيك توك تسريع فعالية الخوارزمية باستخدام تنسيقات الفيديو القصير، بحسب كتالينا جوانتا، الأستاذة المشاركة في جامعة أوترخت. وأضافت "نظام التوصية لديهم شائع جداً. ولكن ما يميز تيك توك كتطبيق هو التصميم والمحتوى”.
'منصة ديناميكية'
يسمح تنسيق الفيديو القصير لخوارزمية تيك توك بأن تصبح أكثر ديناميكية وقادرة على تتبع التغيرات في تفضيلات واهتمامات المستخدمين عبر الوقت، وصولًا إلى التفاصيل الدقيقة لما قد يعجب المستخدم في فترة معينة خلال اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يسمح تنسيق الفيديو القصير لتيك توك بالتعرف على تفضيلات المستخدمين بمعدل أسرع بكثير، حسبما قال جيسون فونغ، رئيس وحدة الألعاب السابقة في تيك توك.
كما أن وضع تيك توك كتطبيق مُصمم للهواتف والأجهزة المحمولة من البداية أعطاه أيضاً ميزة على المنصات المنافسة التي كان عليها تعديل واجهاتها من شاشات الكمبيوتر.
كما منح دخول تيك توك المبكر إلى سوق الفيديو القصير الشركة ميزة مبكرة كبرى. حيث تطلق إنستغرام Reels حتى عام 2020 بينما أطلق يوتيوب Shorts في عام 2021، وكلاهما يعاني من تأخر في البيانات وغياب سنوات عن تجربة تطوير المنتج مقارنة بتيك توك.
يوصي تيك توك أيضاً بانتظام بمحتوى يقع خارج اهتمامات المستخدمين، وهو ما أكدت إدارة الشركة أنه أساسي لتجربة المستخدم على تيك توك.
وجدت دراسة نشرها باحثون من الولايات المتحدة وألمانيا حديثا أن خوارزمية تيك توك "تستعمل اهتمامات المستخدمين في 30 إلى 50 في المئة من الفيديوهات المقترحة" بعد تحليل بيانات من 347 مستخدمًا على تيك توك وخمسة روبوتات آلية.
بدوره، زاد الذكاء الاصطناعي من قدرة الشركة على الاستفادة من انخفاض تكاليف العمالة في الصين مما جعلها توظف العديد من المعلقين على المحتوى “content annotators” لتصنيف كل المحتوى والمستخدمين على المنصة بعناية.
بينما تحول توظيف المعلقين على المحتوى لتصنيف البيانات ممارسة شائعة ومهمة الآن لشركات الذكاء الاصطناعي، كانت بايت دانس مبكرة في اعتماد هذه الاستراتيجية.
وتحتاج هذه الوظيف إلى جهد شاق وعمل مركّز، لذا فإن الشركات الصينية لديها ميزة تنافسية كبيرة، حيث يمكنها تحمل توظيف الكثير من الأشخاص، بتكلفة أقل من تكاليف الشركات في أمريكا الشمالية وأوروبا.