وندّد الصحفيون بقتل الغارات الإسرائيلية زميليهم محمد منصور وحسام شبات في أثناء أداء عملهما، متعهدين بمواصلة العمل لفضح جرائم الاحتلال في غزة.
والاثنين، قتلت إسرائيل مراسل قناة فلسطين اليوم، الصحفي محمد منصور مع عائلته، في قصف استهدف منزله في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وبعد أقل من ساعة استهدفت الصحفي حسام شبات مراسل قناة الجزيرة مباشر، في سيارته في منطقة جباليا شمال القطاع، وبذلك ارتفع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 208 منذ بدء الإبادة في القطاع، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ثبات في الميدان
وفي كلمته خلال الوقفة، قال الصحفي يوسف فارس إنّ الزميلين منصور وشبات "أظهرا ثباتاً استثنائياً خلال تغطية العدوان الإسرائيلي، وكانا دائماً في الصفوف الأمامية إلى جانب المدنيين والمشردين، رغم تلقيهما تهديدات مباشرة من جيش الاحتلال".
وأكد فارس أن الصحفيين في غزة "سيواصلون رفع الكاميرا والقلم في وجه الجريمة، ولن تثنيهم التهديدات أو الاستهدافات، حتى لو كانت الضريبة حياتهم، وفاءً لزملائهم ولرسالتهم المهنية".
وقال الصحفي محمد شاهين إنّ شبات "تعرّض لتهديدات مباشرة ومزاعم كثيرة لم تُثنِه عن نقل الصورة، لكن عندما عجز جيش الاحتلال عن وقف حسام، اختار أن يقتله بصاروخ باغتيال ممنهج ومتعمد".
ومنذ استئنافها الإبادة في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى الاثنين 730 فلسطينياً وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة في غزة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
استهداف مباشر ومتعمّد
وفي شهادة أخرى، أشار مراسل الجزيرة محمد قريقع إلى أن الصحفي شبات كان "مثالاً في التزام معايير السلامة المهنية، إذ لازم سترته الواقية وخوذته في كل تغطياته، إلى جانب محمد منصور، ورغم ذلك جرى استهدافهما بشكل مباشر ومتعمد".
وشدد قريقع على "ضرورة تحييد الصحفيين عن دائرة القصف والإبادة المتواصلة ضد الفلسطينيين"، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على إسرائيل لاحترام القوانين والأعراف الدولية.
مماطلة في محاسبة إسرائيل
أما ممثل نقابة الصحفيين الفلسطينيين عاهد فروانة، فأكد خلال الوقفة أن الصحفيين في غزة "يضطرون إلى العمل في ظروف إنسانية ومهنية بالغة الصعوبة".
وأوضح أنهم "يؤدون واجبهم من داخل مراكز الإيواء والمستشفيات، بعد أن دمّرت إسرائيل معظم المؤسسات والمقار الإعلامية خلال حرب الإبادة المستمرة".
وقال فروانة إنّ نقابة الصحفيين قدّمت، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين وعدد من المحامين، ملفات قانونية إلى محكمة الجنايات، "لكن هناك مماطلة في البت بها بفعل الضغوط السياسية، لا سيما الأمريكية".
"مستمرون رغم التهديدات"
بدوره، أكد مراسل قناة الجزيرة في غزة، أنس الشريف، أنهم سيستمرون في إيصال رسالتهم الإعلامية "رغم كل التهديدات".
وأكد مراسل قناة العربي أن هذه الجرائم تهدف إلى "كتم الصوت ومنع نقل الحقيقة وصور المجازر"، مشدداً على أن "الصحفيين سيواصلون التغطية، وفاءً لأرواح زملائهم، رغم كل التهديدات ومحاولات إسكات الحقيقة".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.