الحرب على غزة
4 دقيقة قراءة
مع اقتراب العيد.. الفرحة تغيب عن غزة بسبب الإبادة الإسرائيلية
تغيب في قطاع غزة مظاهر عيد الأضحى الذي يحل الجمعة المقبل 6 يونيو/حزيران الجاري، فشوارع المدن المدمرة تحولت إلى مخيمات للنازحين، والقمامة تكدست في الزوايا، والبهجة غابت خلف وجوه جائعة ومنهكة.
مع اقتراب العيد.. الفرحة تغيب عن غزة بسبب الإبادة الإسرائيلية
أطفال غزة يعانون من الجوع وفقدان الأهل بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع / AA
2 يونيو 2025

كل ذلك تحت وطأة حرب إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 20 شهراً بدعم أمريكي، بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.

هذا العام يستقبل الفلسطينيون عيد الأضحى بلا ملابس جديدة، ولا أضاحٍ تذبح، ولا فرحة أطفال تجوب الأسواق، فمعظم العائلات باتت مشردة بعد أن دمرت إسرائيل منازلها، وأصبحت تقيم في خيام مهترئة، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ولا توفر خصوصية أو كرامة.

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل، وفقاً للأمم المتحدة، الفلسطينيين نحو المجاعة، من خلال إغلاقها المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ولا سيّما المواد الغذائية.

والخميس، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، إن إسرائيل أوصلت غزة إلى "أخطر مراحل التجويع"، وحذر من أن آثار التجويع ستستمر لأجيال، مؤكداً أن ما يحدث في القطاع هو "إبادة جماعية وتجويع وجريمة بحق الإنسانية وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان".

أكبر سجن بالعالم

وتغيب زينة العيد، وتحل محلها أنقاض المنازل وآثار الصواريخ الإسرائيلية، فبعد أن كان الأهالي يزينون مداخل الحارات والمنازل، ويخطّون على الجدران عبارات الاحتفاء بالعيد، تحولت الجدران إلى ركام، واختفت معها مظاهر الفرح.

قبل الحرب، كانت الأضاحي تنتشر في الشوارع، وتغمر فرحة العيد الأجواء، بينما كانت الأسواق تعج بالمتسوقين لشراء الملابس والهدايا، أما اليوم، فقد تلاشت تلك المظاهر، تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشي غير المسبوق، لتبقى غزة غارقة في الحصار والدمار والدماء.

 وحولت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها منذ 18 عاماً، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها على النزوح في أوضاع مأساوية، مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

"أي فرحة؟"

نهاد أبو عمشة، فلسطينية تعيل 7 أفراد، قالت إنها نزحت من منزلها بمخيم جباليا (شمال) عدة مرات، وقبيل العيد لا تجد حتى حذاء لطفلها، وأضافت: "العيد فرحة، لكن أي فرحة؟ الحرب خطفت فرحة الأطفال".

وتتابع أبو عمشة التي تعيش مع أطفالها في خيمة: "طوال النهار طفلي يقول إنه جائع، غير قادر على الوقوف، يعاني من دوار"، وأردفت: "لا فرحة في غزة، في كل بيت شهيد أو جريح، وآخرون يعانون الجوع والألم والمعاناة، منهم من فقد أبناءه، ومنهم من هدم منزله".

وزادت: "هذا العيد صرخة ونكبة، نحن شعب منكوب، لا يوجد عيد ولا فرحة، لا ماء ولا طعام، هناك من يتسول رغيف الخبز"، وأردفت: "منذ 7 شهور لم أطبخ الطعام الأساسي، وفي العيد لا حلويات ولا ملابس ولا لحوم كما كان سابقاً".

 الجوع يقتل الأطفال

بينما قال الفلسطيني عادل شامية (79 عاماً): "نحن في أسوأ وضع مر علينا، لم أشهده في حياتي، حيث انعدام المواد الغذائية والماء"، وأضاف شامية: "الأطفال يموتون من الجوع، هذا أسوأ عيد نمر به في ظل الحرب".

 ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 توفى 60 طفلاً فلسطينياً نتيجة سوء التغذية الناجم عن الحصار الإسرائيلي المستمر، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة.

 وتابع عادل شامية وهو نازح من بيت حانون (شمال): "أجواء العيد كئيبة، قبل الحرب كنا نُفرّح الأطفال، لكن اليوم لا فرحة"، واستطرد: "لا نجد طعاماً ولا أضاحي، كيلو الطحين بـ80 شيكلاً (نحو 23 دولاراً)، كيف يكون العيد؟".

 أمنية العودة

 ولا يختلف الحال لدى النازحة عايشة أبو صلاح (72 عاماً)، إذ تعيش داخل خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة في ظل وضع صحي صعب، وقالت: "في الماضي كنا نقدم العيدية ونذبح الأضاحي، أما اليوم فلا أجد حتى طبق حساء آكله"، متمنيةً العودة إلى بيتها حتى "لو سكنت على ترابه".

 ويحل العيد على غزة في وقت يكافح فيه المواطنون يومياً لتأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء، مع قصف متواصل ودمار واسع، وانعدام مصادر الدخل، وغياب المساعدات الإنسانية.

 ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

 وخلفت الإبادة أكثر من 178 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

 ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مصدر:TRT ARABI
اكتشف
رئيس الاستخبارات السابق في تسجيلات مسرّبة.. ماذا قال عن 7 أكتوبر وقيادة الجيش؟
توماس باراك: لبنان اتخذ الخطوة الأولى بقرار حصر السلاح بيد الدولة وعلى إسرائيل اتخاذ خطوة في المقابل
شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بقطاع غزة.. والعفو الدولية: إسرائيل تطبق سياسة تجويع متعمدة
لسد نقص الجنود.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستقدام مُجندين من اليهود في الخارج
أكثر من مليون إسرائيلي يشاركون في إضراب عامّ ومظاهرات ضد نتنياهو
أكثر من 40 مفقوداً بعد غرق قارب في ولاية سوكوتو بنيجيريا
رئيس الأركان الإسرائيلي يصدّق على خطة احتلال غزة و"الكابينت" يعقد اجتماعاً نهاية الأسبوع لإقرارها
رئيس الوزراء الفلسطيني يبحث في مصر حرب غزة قبيل توجهه لزيارة معبر رفح
إضراب عام واحتجاجات حاشدة في تل أبيب بمشاركة غالانت واعتقال عشرات المتظاهرين
"لمخالفتها القوانين".. الحكومة الليبية تقرر منع أنشطة شركة "هواوي" داخل البلاد
قادة أوروبا يجتمعون من أجل أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد للقاء ترمب
"لإصابته بالجرب"..  تدهور صحة معتقل فلسطيني داخل سجن النقب الإسرائيلي
258 شهيداً بسبب التجويع في غزة وممرضة أمريكية: سوء التغذية يضرب الطواقم الطبية
ثلاثة قتلى و8 مصابين في عملية إطلاق نار بمدينة نيويورك الأمريكية
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة ومستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين بالضفة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us