وفي أحدث بيان إحصائي، أكدت الوزارة أن عدد الشهداء والإصابات المسجّلة منذ 18 مارس/آذار الماضي بلغ 5759 شهيداً و19807 مصابين، بينما تصاعدت وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بشكل ملحوظ منذ بدء تنفيذ خطة توزيع مساعدات محدودة خارج إشراف الأمم المتحدة.
وكشفت الوزارة أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات من ضحايا الهجمات التي استهدفت مواقع توزيع المساعدات منذ 27 مايو/أيار الماضي بلغ 516 شهيداً و3799 مصاباً، بينما لا يزال 39 شخصاً في عداد المفقودين.
وتابعت الوزارة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة فقط 79 شهيداً، بينهم 5 انتُشلوا من تحت الأنقاض، إلى جانب 289 جريحاً، بينما لا تزال جثامين أخرى تحت الركام أو في الطرقات، ويعجز الدفاع المدني وطواقم الإسعاف عن الوصول إليها بسبب القصف المتواصل.
وأوضحت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 49 فلسطينياً وأصابت 197 آخرين في أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الأمريكية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي محور نتساريم وسط القطاع، ارتفع عدد شهداء قصف طال تجمعاً للمساعدات إلى 29، بعد استشهاد 3 من الجرحى المصابين بجروح حرجة.
وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهد 7 فلسطينيين خلال قصف متفرق، بينما أودى قصف فجري بخيمة للنازحين شمال بلدة القرارة بحياة 3 أشخاص، وفق ما أفاد به مصدر طبي من مستشفى ناصر. كما انتُشل جثمانا شهيدين من منطقة السطر في المدينة نفسها إثر قصف سابق.
بينما استشهد 7 آخرون في محيط مركز توزيع المساعدات بمدينة رفح جنوبي القطاع، ليرتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على المنتظرين للحصول على المساعدات الأمريكية في تلك المنطقة إلى 27 شهيداً، بحسب مصادر طبية.
"فخ قاتل"
وفي السياق، قال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن آلية توزيع المساعدات الحالية التي تديرها مؤسسة "غزة الإنسانية" هي "مشينة ومهينة ومهلكة".
وأوضح لازاريني أن "ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية تحولت إلى فخ قاتل"، مؤكداً أن منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وعلى رأسها "أونروا"، تمتلك الخبرة والقدرة على إدارة توزيع المساعدات الإنسانية "بكرامة واحترام".
بدورها اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن استخدام الغذاء سلاحاً في غزة يرقى إلى "جريمة حرب"، مطالبة الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار على المدنيين الساعين للحصول على لقمة عيشهم.
يُشار إلى أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مبادرة إسرائيلية-أمريكية خارجة عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت عملياتها في أواخر مايو/أيار، وتواجه رفضاً واسعاً من الوكالات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية، وسط مخاوف من استخدامها لأهداف عسكرية إسرائيلية.
وكانت منظمات حقوقية دولية قد دعت المؤسسة أمس الاثنين، إلى وقف عملياتها، محذرة من خطر التواطؤ في "ارتكاب جرائم حرب"، ولا سيما مع تكرار المجازر بحق المدنيين في مواقع توزيع المعونات.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.