وفي أحدث حصيلة، لقي أكثر من عشرين شخصاً مصرعهم خلال اليومين الماضيين، بينهم 11 في منطقة جيلجيت-بالتيستان شمالي البلاد، و10 آخرون في مدينة كراتشي، كبرى مدن الجنوب والعاصمة الاقتصادية، نتيجة الفيضانات التي أدت إلى انهيارات في المنازل وحوادث صعق كهربائي.
وفي إقليم خيبر بختونخوا، شمال غرب باكستان، لقي أكثر من 400 شخص مصرعهم منذ الخميس الماضي بسبب السيول والانهيارات الأرضية الناتجة عن الأمطار الغزيرة.
وفي المجموع، أفادت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث بأنّ عدد القتلى في باكستان بلغ نحو 750 شخصاً منذ بداية الموسم.
وتعتبر الانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة أمراً شائعاً خلال موسم الأمطار الذي يبدأ عادة في حزيران/يونيو ويستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر.
وقال سكان قرية دالوري بالا الواقعة قرب جبال جدون إن السيول جرفت منازلهم بعد هطول أمطار كثيفة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً وفقدان تسعة آخرين، بحسب مفوض المنطقة.
وتُعد هذه الموجة من الأمطار الأسوأ خلال الموسم الحالي، إذ سُجلت في منطقة بونر أكثر من 150 ملم من الأمطار خلال ساعة واحدة فقط يوم الجمعة، ما أسفر عن سقوط 200 قتيل، في أكبر حصيلة يومية منذ بداية الموسم.
وفي كراتشي، أعلنت حكومة إقليم السند فرض إغلاق تام للمدينة الأربعاء، بعد غمر مياه الفيضانات عدداً من الأحياء، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل.
كما تسببت الأمطار في انقطاع الكهرباء وتعطُّل خدمات الاتصالات، بينما دعت السلطات المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتجنّب التنقّل.
وأوضح رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، الفريق إنعام حيدر مالك، أن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة، مع وجود عدد غير معروف من المفقودين، وقد شارك الجيش وسلاح الجو في هذه العمليات، فيما جرى إنقاذ أكثر من 25 ألف شخص حتى الآن.
وتواجه باكستان موسماً مطرياً قاسياً يستمر عادة من يونيو حتى نهاية سبتمبر/أيلول، وسط ازدياد حدة الظواهر المناخية، في بلد يُعد من أكثر الدول عرضة لتداعيات التغير المناخي.
وعام 2022 تسبّبت الفيضانات الموسمية في غمر ثلث باكستان، ما أسفر عن مقتل نحو 1700 شخص.