ونقلت القناة الـ12 العبرية عن نتنياهو خلال زيارته فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس: "جئت للتصديق على خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة وحسم المعركة مع حماس"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه "بالتوازي، أوعزت ببدء مفاوضات فورية بشأن إطلاق سراح جميع رهائننا وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لإسرائيل".
وتابع نتنياهو: "نحن في مرحلة الحسم، وأقدر كثيراً استجابة جنود الاحتياط وبالطبع الجيش النظامي من أجل هذا الهدف الحيوي"، مدعياً أنّ "مسألتي حسم حماس وإطلاق سراح جميع المحتجزين تسيران جنباً إلى جنب"، وفق تعبيره.
وذكرت القناة الـ12، أنّ تصريح نتنياهو يعد الأول الذي يتطرّق فيه بشكل مباشر إلى صفقة التبادل، بعد إعلان حماس ردها بشأن مقترح الوسطاء.
ويتضح من تصريح نتنياهو أنه يريد مفاوضات حول صفقة بشروط جديدة، بينما ينتظر منه الوسطاء رداً على مقترح أمريكي أعلنت حركة حماس الموافقة عليه قبل يومين، وتتطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه تل أبيب.
وتقدر إسرائيل وجود 50 أسيراً لها لدى "حماس"، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
ويشمل المقترح حسب إعلام عبري، إعادة انتشار القوات الإسرائيلية لمناطق محاذية للحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية لـ60 يوماً، يجري خلالها التبادل على مرحلتين: الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثماناً، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب مناقشة ترتيبات التهدئة الدائمة منذ اليوم الأول للاتفاق.
ورغم تصريح نتنياهو، نقلت القناة الـ12 العبرية، عن مصادر رسمية لم تسمها قولها، إنه من غير المتوقع أنّ ترسل تل أبيب في هذه المرحلة وفداً مفاوضاً إلى الدوحة أو القاهرة، لإجراء محادثات بشأن الصفقة مع الفصائل الفلسطينية بغزة.
وبالتزامن مع ذلك، تمضي تل أبيب قدماً في خطط احتلال ما تبقى من القطاع، بدءاً بمدينة غزة، متجاهلة النداءات الدولية لوقف حرب الإبادة.
وفي هذا الصدد، قالت هيئة البث الرسمية إنّ المجلس الأمني الوزاري المصغر (الكابينيت) يجتمع الليلة، لمناقشة خطط احتلال مدينة غزة والاتصالات لإنجاز صفقة. فيما قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، خلال جولة ميدانية في قطاع غزة الخميس، إن قواته "تتقدم في الاستعدادات للعملية داخل مدينة غزة".
ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أضاف زامير أنّ "القوات تعمل حالياً على أطراف مدينة غزة، وستنضم إليها قوات إضافية لاحقًا".
والأربعاء، وافق وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة احتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية تحمل اسم "عربات جدعون 2"، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق، وموافقة حركة حماس على مقترحهم.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفاً و192 شهيداً، و157 ألفاً و114 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.