وتشهد العلاقات بين كانبيرا وتل أبيب توتراً متزايداً منذ إعلان حكومة حزب العمال الأسترالي، بقيادة ألبانيز الأسبوع الماضي، اعترافها المشروط بدولة فلسطين، في خطوة جاءت بعد مواقف مماثلة من فرنسا وبريطانيا وكندا.
وفي مقابلة مع قناة "سكاي نيوز أستراليا"، جدّد نتنياهو هجومه على ألبانيز، بعدما وصفه في وقت سابق بأنه "سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلى عن يهود أستراليا"، قائلاً إن "تاريخه سيبقى موصوماً بالضعف في مواجهة وحوش حماس الإرهابيين"، على حد تعبيره.
وردّ ألبانيز بتصريحات قلّل فيها من أهمية انتقادات نتنياهو، مؤكداً أنه "لا يتعامل مع الأمور بشكل شخصي" وأنه "يحرص على احترام قادة الدول الأخرى".
وكان رئيس الوزراء الأسترالي صرح الأسبوع الماضي بأن نتنياهو "في حالة إنكار" إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، بعدما حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع يقف على شفا مجاعة واسعة النطاق.
بدوره، رفض وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك، أمس الأربعاء، تصريحات نتنياهو، واعتبر أنها "تفتقر إلى المعايير الأخلاقية"، قائلاً في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز": "القوة لا تُقاس بعدد الأشخاص الذين يمكن قصفهم أو الأطفال الذين يمكن تجويعهم"، في إشارة إلى الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويستمر التوتر بين البلدين، عقب قرار حكومي أسترالي يقضي بإلغاء تأشيرة عضو الكنيست المتطرف عن حزب "الصهيونية الدينية" سيمحا روثمان، بدعوى أنه "يثير الانقسام"، وهو ما فاقم حدة التوتر الدبلوماسي بين البلدين.
والاثنين، أعلنت أستراليا حظر دخول عضو الكنيست عضو الكنيست المتطرف عن حزب "الصهيونية الدينية" سيمحا روثمان، إلى أراضيها وإلغاء تأشيرته لمدة 3 سنوات، وذلك قبل أقل من 24 ساعة من زيارة مقررة له إلى البلاد، مؤكدة أنها ستمنع "أي شخص ينشر الكراهية والانقسام" من دخول البلاد.
وعقب إلغاء التأشيرة، قررت إسرائيل سحب تأشيرات ممثلي أستراليا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله.
وفي 11 أغسطس/آب الجاري أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويتعرض نتنياهو لضغوط عالمية بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والتي خلّفت 62 ألفاً و64 شهيداً، و156 ألفاً و573 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصاً، بينهم 112 طفلاً.