جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المصرية تعقيباً على تقرير مؤشر مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "(IPC)، الصادر الجمعة، والذي أكد بشكل رسمي أن "المجاعة في محافظة غزة باتت حقيقة واقعة".
وأعربت القاهرة عن "بالغ القلق" إزاء التقارير الدولية المتزايدة حول تفشي المجاعة، مؤكدة أن التقرير جاء ليعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع عقب 22 شهراً من الحرب الإسرائيلية الشرسة وما رافقها من جرائم بحق المدنيين الأبرياء.
وأكدت الخارجية المصرية أن على المجتمع الدولي "الاضطلاع بمسؤولياته لوقف الانتهاكات السافرة التي تسببت في هذا الوضع المأساوي"، مطالبة بـ"التدخل الفوري والحازم لوقف تمادي إسرائيل في فرض قيود على دخول المساعدات الإنسانية، رغم توفرها وقدرتها على إنهاء المجاعة في أسرع وقت".
وشدد البيان على أن المجتمع الدولي يتحمل "المسؤولية الأخلاقية والسياسية عما آلت إليه الأوضاع نتيجة السياسات المزدوجة والمعايير الانتقائية التي همّشت عالمية حقوق الإنسان، بينما جرى التغاضي عن أبسط قيمها في الحرب الإسرائيلية المستمرة على شعب أعزل لا يملك قوت يومه".
كما أشادت مصر بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التي وصف فيها المجاعة في قطاع غزة بأنها "كارثة من صنع الإنسان وفشل للبشرية"، مؤكدة التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي بصفتها قوة احتلال، بضرورة ضمان تدفق الإمدادات الطبية والغذائية للسكان في غزة.
والجمعة، قالت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"(IPC)، في تقرير: "تأكدت المجاعة في محافظة غزة (شمال)، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر (أيلول المقبل)".
وتفاقم التجويع الإسرائيلي في غزة وارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 281 فلسطينياً بينهم 114 طفلاً، وفق إحصاء لوزارة الصحة، السبت.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوَّعين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفاً و622 شهيداً، و157 ألفاً و673 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.